أثارت عملية إعادة ترميم وإصلاح نافورة وسط مدينة سطات الكثير من الجدل في أوساط فعاليات المجتمع المدني وعموم المواطنين الذين عبروا عن استيائهم وتذمرهم للعبث الذي يعرفه المال العمومي خصوصا أن هذه النافورة منذ أن شيدت حديثا وهي بناية بدون روح ،باستثناء الكلاب الضالة التي جعلت منها مكانا آمنا في غياب المسؤولين المعنيين الذي يبدوا أن آليات المراقبة والتتبع غير واردة في برنامج عملهم ولا تدخل في اختصاصاتهم واهتماماتهم العملية وأن عملية الاعتناء تنتهي مع انتهاء المشروع. وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون السطاتيون الاهتمام بالمدينة التي مازالت غارقة في الظلام الدامس وغياب الانارة العمومية رغم التنبيهات المتكررة التي توجهها ساكنة المنطقة لمن بيدهم الأمر وما يتسبب كما هو معلوم في انفلاتات أمنية خطيرة نتيجة الظروف الصعبة التي يشتغل فيها عناصر الأمن الوطني ، بالإضافة الى القضاء على بعض الظواهر المشينة للمدينة وجماليتها كظاهرة الكلاب الضالة التي عادت لتطفو على السطح بشوارع وأزقة المدينة ،وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الساكنة لا من حيث شراستها ونباحها ليلا ولا لإعاقتها لحركة السير بالطرقات وشل حركة التلاميذ أثناء ذهابهم الى المدارس في الصباح الباكر مع الساعة الاضافية الجديدة دون أن يتحرك المسؤولين للقضاء عليها حفاظا على صحة المواطنين الذين طالتهم العديد من الاعتداءات في مناسبات سابقة ،وظاهرة الاسطبلات العشوائية والخيم المتواجدة ببعض الأحياء السكنية العصرية والتي يستعملونها أصحابها لتربية الدواب والأبقار والأغنام وما تنبعث عنها من روائح كريهة وبقايا فضلات الحيوانات وانتشار البعوض والناموس الناقل لكل أنواع الأمراض المعدية في مدينة حضرية عرفت توسعا عمرانيا ونموا ديمغرافيا كبيرين ،وأمام هذا الوضع المقلق وعدم تفعيل الشعارات والالتزامات التي رفعها مدبرو الشأن العام المحلي إبان الحملات الانتخابية السابقة على أرض الواقع ،لم يبق أمام المسؤولين المعنيين سوى النظر الى نافورة لكي يتم إعادة بنائها وإصلاحها من جديد رغم أنها شيدت ميتة من المهد مما جعل بعض فعاليات المجتمع المدني والحقوقي والسياسي وعامة المواطنين يطرحون العديد من التساؤلات حول ظروف وملابسات هذه الصفقة القديمة الجديدة مطالبين بإصلاح الحفر التي تكاثرت وانتشرت في الطرقات والأزقة مع وضع مصالح الساكنة فوق كل اعتبار ،رافعين أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يقوم ملك البلاد بزيارة تفقدية لعاصمة الشاوية (مطمورة المغرب) التي كانت في وقت قريب مصنفة من بين المدن المتقدمة و السائرة في طريق النمو، واليوم فقد توقفت عجلة التنمية مع مجلس فاشل في اتخاذ قرارات جريئة وفتح أوراش مهمة إلا ما يناقش خلال دورات المجلس الذي يبقى حبرا على ورق وكدر الرماد في العيون ،وعلينا جميعا أن ننتظر ونسال أنفسنا إلى متى ستحجز المدينة ورقة سفرها في قطاع التنمية الشاملة والمجلس البلدي لسطات على ابواب انتهاء صلاحية مدته القانونية .