أكّد وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب أنه تم تعزيز التواجد الأمني على الشواطئ والشريط الرملي والطرقات المحيطة بالوحدات السياحية، استعدادا للموسم السياحي وشهر رمضان. وأضاف المجدوب في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية أنّ تقييم المنظومة الأمنية يتم بشكل يومي، فضلا عن التأمين الذاتي للنزل. وأشار إلى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات مع مهنيي القطاع السياحي لمساعدتهم على وضع نظام أمني بوحداتهم السياحية، وتسليمهم شهائد في "مطابقة الضوابط"، إلى جانب إنجاز عمليات بيضاء بعدد من النزل وتكثيف العمل الاسترشادي والاستعلاماتي. وتزداد المخاوف الأمنية لدى التونسيين من حدوث أعمال إرهابية في شهر رمضان قد تستهدف مدنيين أو مؤسستي الجيش والشرطة. وتعود هذه المخاوف لما شهدته تونس من عمليات إرهابية في السنوات الماضية، حيث شهدت مدينة سوسة السياحية الواقعة شمال شرق البلاد قبل نحو عام وخلال شهر رمضان هجوما إرهابيا داميا، نفذه مسلح بأحد الفنادق في منتجع القنطاوي السياحي حيث قتل 38 سائحا أجنبيا أغلبهم بريطانيون. وكثفت قوات الأمن التونسي مؤخرا من حملات المداهمة في سوسة، لتعقب خلايا نائمة في الجهة حيث تمكنت مطلع الشهر الجاري من تفكيك خلية إرهابية كانت تخطط للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي. وقالت وزارة الداخلية التونسية في بلاغ أصدرته أن العناصر الموقوفة كانت تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لتكفير الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتمجيد العمليات الإرهابية للتنظيم الإرهابي واستقطاب الشباب لتبني الفكر التكفيري. وتمكنت فرق الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني أواخر الشهر الماضي من إيقاف ثمانية عناصر مفتش عنهم مورطين في قضايا ذات صبغة إرهابية. إضافة إلى تنفيذ 955 عملية مداهمة لمنازل عناصر متطرفة دينيا. وتواجه تونس منذ سنة 2011 عمليات إرهابية، أسفرت عن العشرات من القتلى في صفوف القوات العسكرية والأمنية التونسية والسياح الأجانب والمدنيين التونسيين. ووقعت أحدث العمليات الإرهابية وأخطرها، في السابع من مارس الماضي، عندما هاجمت جماعات مسلحة قادمة من التراب الليبي مقرات وثكنات عسكرية وأمنية في مدينة بنقردان، جنوب البلاد، ودخلت في مواجهات مع قوات الأمن والجيش قتل خلالها 55 مسلحا، و12 من قوات الجيش والأمن، وسبعة مدنيين، كما تم إيقاف 52 إرهابيا كانوا ينوون تحويل المدينة إلى "إمارة داعشية".