أعتبر عبد الرزاق العكاري، مدير المعهد الملكي لتكوين الاطر ، نيابة عن وزير الشباب و الرياضة، بأن تقييم تقدم الدول لا يمكن قياسه فقط بالمؤشرات الماكرو اقتصادية و مستويات رغد العيش ، بل يقاس التقدم أيضاً بمدى حضور و تألق الدول في الملتقيات الرياضية العالمية، التي أضحت، ليس فقط مجالا للتنافس و التألق الرياضي، لكن بالأخص ضمان حضور و إشعاع عالمي رياضي يكون مصدر افتخار و اعتزاز . و أشار عكاري الذي كان يتحدث في المنتدى الأول حول موضوع : االمقاربة العلمية للتدريب الرياضيب ، الذي نظمته جامعة السلطان مولاي سليمان، و كلية العلوم و التقنيات ببني ملال، ، يومي 28 و 29 ماي المنصرم، بشراكة مع المعهد الملكي لتكوين الاطر بالرباط، و مختبر الهندسة البيولوجية التابع للكلية، بأن التنافس الرياضي، وولوج عالم الاحتراف، أدى إلى تطور وتعقد طرق التدريب، المرتكز على أحدث التقنيات، و أنه بات عسيراً تحقيق النتائج المتوخاة دون الارتباط مع طواقم متخصصة في علوم الهندسة البيولوجية و الطب الرياضي و التكنولوجي، وأيضاً المرافقة النفسية و الاجتماعية للممارس...حيث أن كافة المعطيات و التحليلات الموضوعية على الصعيد الوطني تبرز بأن الرياضة المغربية تواجه مجموعة من الاكراهات و والتحديات التي تستدعي ضرورة امتصاص الخصاص الحاصل في المنشآت الرياضية، و تعميم الأنشطة الرياضية في كل انحاء المملكة وخصوصا بالعالم القروي، و تنويع موارد تمويل الحركة الرياضية، و عدم الاعتماد فقط على ميزانية الدولة، بالإضافة إلى وضع برنامج لإعداد الرياضيين للمنافسات الدولية، وإعطاء الاهتمام لتكوين وتأهيل الأطر التقنية و الإدارية و الطبية ، و بالأخص التفكير في إيجاد حلول عملية ناجعة لضمان الاستقرار الاجتماعي و النفسي و المهني الرياضيين بعد خروجهم المبكر من الساحة الرياضية . من جانب آخر أكد عكاري على تواضع و تدبدب مستوى نتائج الرياضة الوطنية، سواء على مستوى توسيع قاعدة الممارسين او التألق قاريا و دوليا، و بين ضعف آليات الحكامة الجيدة لدى الفاعلين في القطاع مشيراً إلى أن المنظومة الرياضية تعتبر مشروعاً مجتمعياً متجدداً منخرط في المدى البعيد، و شديد الارتباط بإطلاق مشاريع موازية ترتكز على رؤية واضحة و متقاسمة من أجل أفق أفضل لمستقبل الرياضة الوطنية، وعلى إمكانيات مادية وبشرية مؤهلة، و ترسانة قانونية وهيكلة رياضية عصرية، بالإضافة إلى منشآت رياضية عالية تستجيب لحاجيات متنوعة ... ولذا لا يمكنه القيام بهذا الاصلاح بين عشية و ضحاها . واغتنم العكاري هذه الفرصة ليذكر بالرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات لأكتوبر 2008، و التي اعتبرها المناظرة خارطة الطريق التي رسمت معالم سياسة رياضية مغربية متجددة، والتي دعا جلالة الملك من خلالها إلى ضرورة وضع آليات عصرية و فعالة لقطاع الرياضة، مبنية بالأساس على إعادة هيكلة المشهد الرياضي و تأهيل الجمعيات والجامعات الرياضية، في أفق جعلها أكثر احترافية، وكذا دمقرطة الآليات المشرفة على تدبيرها، وهو ما يدعو الجامعة غلى إيجاد أجوبة مقنعة للرهانات ذات الطابع العلمي الأفيد والأصلح للمجال الرياضي . أما رئيس المجلس الإقليمي لبني ملال، فقد أشار في كلمته إلى مضمون الرسالة الملكية الوجهة للمناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات، التي أكد فيها عاهل البلاد على ضرورة صياغة مشروع رياضي مجتمعي في مستوى تطلعات المغاربة، و ذلك من خلال إحياء الممارسة الرياضية و تشييد بنيات رياضية محلية، و ملاعب القرب، التي ستمكن كل المواطنين من ممارسة الرياضة المفضلة لديهم، وإبراز مؤهلاتهم الرياضية ، دون الابتعاد عن محيطهم الاجتماعي، وأيضاً العمل على تقريب الخدمات الرياضية للمواطنين، وأن المجلس الإقليمي لبني ملال يولي أهمية بالغة و عناية كبيرة للقطاع الرياضي حيث يخصص كل سنة اعتمادات مالية هامة لدعم مختلف الجمعيات والفرق و النوادي الرياضية المختلفة، كما يحرص على دعم برامج الأنشطة الرياضية، المنظمة على مستوى الإقليم. و بدوره ممثل المجلس الجماعي لبني ملال، أشار في كلمته إلى أن المجلس الجماعي فاعل أساسي في المنظومة الرياضية، كما ذكر بالمجهودات التي يقوم بها المجلس في المجال الرياضي، خاصة على مستوى البنيات التحتية و الدعم المادي الذي يقدمه لبعض الجمعيات الرياضة، وكان هذا المنتدى ، الذي تناول موضوع التدريب الرياضي وعلاقته مع الامكانيات العلمية، من عدة جوانب سواء بيولوجية أو نفسية أو اجتماعية، أوبيوميكانيكية، فرصة للمشاركين الاشتغال داخل عدة ورشات حول الرياضات الفردية والاجتماعية وفنون القتال بإلقاء عروض حول مواضيع هامة و في مجالات مختلفة، ألقاها نخبة من الأساتذة والدكاترة والمهتمين بالقطاع الرياضي، والتي كان لها أثر كبير في أشغال المنتدى، ولقيت استحساناً من طرف الحاضرين والتي صدر عنها عدة توصيات .