سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حادث حلق رأس المستخدمة بمكناس يخيم على اشغال ملتقى لنبذ الكراهية: رفض لعدالة الشارع وانهزام الفضاء الجامعي أمام خطاب الاقصاء والتطاحن *الانترنيت آلية للاختفاء وموطن لترويج خطاب العداء والتحريض
ندد مشاركون في ملتقى دراسي بمجلس المستشارين امس الجمعة بحادث حلق راس المستخدمة بالحي الجامعي بمكناس اذ تم اعتبار ذلك نتاجا لنمط الفكر المتطرف والايديولوجية المغلقة. وتم الاعلان في هذا السياق عن رفض عدالة الشارع التي تريد تجاوز ادوار الدولة والاستعلاء عليها في نطاق قانون الغاب. وخلال الجلسة الافتتاحية فتح حكيم بنشماش مدفعيته ضد ما نعته بالفكر القومجي والاسلام السياسي والفكر اليساري الراديكالي، منبها ان تطعيم خطاب الكراهية مرده الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة وعدم الاقرار بنسبيتها. بينما اكد متحدثون اخرون ان المغرب عرف بالتعايش والتساكن والانفتاح على الاخر والمجتمعات في كل القارات، وبالتالي فان خطاب الكراهية دخيل على المجتمع المغربي، قد يمتح من التنشئة الاولى او الاسرة او بعض الدوائر المحدودة. في هذا السياق تم التنبيه الى خطر الانترنيت وما يتيحه من اختباء واخفاء للهوية وسهولة تمرير او ترويج خطابات العداء والتمييز والكراهية اللفظية والتعصب لطرف او فكرة، ومن تم فان هذا الخطاب اضحى يكتسح مساحات مهولة وطنيا ودوليا، وقد تجسد وطنيا في الفضاء الجامعي الذي انهار امام خطاب الاقصاء وادى الى قصور الرسالة الاكاديمية امام استئصال التطاحن والمواجهة الدامية في الحرم الجامعي. ولم تغفل التدخلات ما للسياقات الدولية من تاثير في مد الكراهية على اعتبار انه ايضا نتاج لتوجهات جيو سياسية او مخططات سياسية جعلت بعض الخطابات التطرفية حصادا لما تم زرعه. كما تم ابراز انخراط مواد او خطابات اعلامية حاملة لمحتوى تحريضي او تمييزي متاسس على الدين او اللغة او الجنس او اللون في اشارة الى ما يطال المهاجرين الافارقة. هذه المعطيات تجعل خطاب الكراهية شديد الحساسية، معقدا ومتشابكا ينبغي تفكيكه بواسطة دراسات سوسيولوجية عميقة لفهم دوافع انتاج هذا الخطاب وتبعاته الاجتماعية والاقتصادية. ومن ضمن العوامل التي تم ذكرها في هذا اليوم الدراسي غياب التشريعات او عدم وضوحها وانتشار ثقافة التنميط وانعدام تمثيل الاقليات في وسائل الاعلام والتفاوتات داخل المجتمع بحيث تصبح فئات عرضة للاعتداء اللفظي والجسدي والرمزي، كما ان منظورا امميا يربط بين خطاب الكراهية والعنف والحد من حرية التعبير. لكن الاشكالية المطروحة تبقى كيفية تحقيق التوازن بين اشاعة حرية التعبير ومناهضة خطاب الكراهية واستغلال الاطفال في المواقع الاباحية. كما تمت الاشارة الى ان خطاب الكراهية لا يتقيد بالحدود الجغرافية، كما انه يتميز بحالة اللاعقاب، وهو ياخذ اشكالا متعددة كالميز العنصري والجنسي والارهاب، هذا الاخير حسب البعض لا يجب ربطه بالفقر على اعتبار ان جماعات ارهابية ينتمي اليها افراد من وسط فكري واكاديمي واجتماعي بعيد عن دوائر التهميش والاقصاء والفقر. وحسب روي غوميس ممثل مجلس اروبا الذي ركز تدخله على خطر الانترنت في الوقت الراهن، فقد دعا الى ضرورة مد المجتمعات بالمناعة من اجل تحويل الانترنت الى فضاء للمواطنة.