ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن وقوع صواريخ من ترسانة القذافي المضادة للطائرات في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، تحديدا في سبها وقد حصل عليها التنظيم من مهربين. وحسب مصادر إعلامية، فإن هذه الصواريخ التي تعد جزءا من ترسانة القذافي، تدخل في نطاق منظومة الدفاع الجوي الروسية المحمولة على الكتف إس إيه 7 ومن الطراز الأحدث للمنظومة ذاتها إس إيه 16 قادرة على إسقاط طائرات مدنية. ويبدو أن مقاتلي التنظيم لا يمتلكون قاذفات لتلك الصواريخ، وهو ما يفسر حسب متابعين امتناعهم عن استخدامها حتى الآن. هذا وبدأت أجهزة الأمن الجزائرية المتخصصة في مكافحة الإٍرهاب، منذ أشهر، بالتعاون مع أجهزة مخابرات دولية في عملية بحث واسعة النطاق عن صواريخ أرض – جو تعود إلى مخازن الجيش الليبي في عهد معمر القذافي وتم نهبها إثر سقوط نظامه. وعاد الحديث حول صواريخ أرض – جو المنهوبة من معسكرات الجيش الليبي، إثر حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء والتي قتل فيها 224 شخصا كانوا في رحلة بين سان بطرس برغ الروسية وشرم الشيخ المصرية. في هذا السياق، يستبعد خبراء عسكريون أن تكون للميليشيات الإسلامية المتشددة أو التنظيمات الجهادية القدرة على استعمال صواريخ أرض – جو ذات المدى العالي نظرا إلى أن استعمال هذا النوع من الصواريخ يتطلب خبرة عسكرية ويحتاج إلى منظومة كاملة تشمل رادارات وأجهزة اتصال متطورة، وهو ما لا يمكن توفّره لدى المجموعات الإرهابية في ليبيا، إضافة إلى أن أغلب هذه الصواريخ تم تدميرها إمّا في المواجهات المسلحة بين القوات الليبية وكتائب الثوار سنة 2011، وإمّا سنة 2012 عندما أعلنت القوات الجوية الليبية البدء في التخلص من صواريخ قديمة انتهت صلاحيتها. يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي طالب السلطات الليبية، في وقت سابق، يبذل ما في وسعها لتتبع أثر الصواريخ الليبية المفقودة التي تطلق من على الكتف لمنع وقوعها في أيدي تنظيم القاعدة وجماعات أخرى، ويتعلق الأمر بصواريخ تحمل اسم "مانبادس"، تحمل على الكتف ويمكن بواسطتها إسقاط الطائرات والمروحيات، ما يجعلها مفضلة لدى الجماعات المتشددة. وقدَّرت الأسلحة التي تم تهريبها خارج ليبيا، حسب بيانات الأممالمتحدة، ب20 مليون قطعة سلاح منذ رحيل القذافي، وتتضمن هذه الأسلحة الصواريخ والقذائف والبنادق وكميات صغيرة من مركبات كيميائية، منها مسحوق كعكة اليورانيوم الصفراء (مسحوق مركّز غير قابل للذوبان في الماء يحتوي على نحو 80 بالمئة من اليورانيت، ويستخدم لإعداد وقود للمفاعلات النووية ويمكن تخصيبه بهدف تصنيع سلاح نووي)، الذي ظل في ليبيا حتى بعد إلغاء القذافي برنامج الأسلحة النووية.