أكيد أن الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون لم يتمكن من الاجتماع بالمعارضين لقيادة جبهة البوليساريو الخالدة في مناصبها أثناء زيارته لمخيمات الرابوني. والأكيد أكثر أنه أخذ علما بأن الذين اجتمع بهم باعتبارهم ممثلين للمجتمع المدني في تلك المخيمات ليسوا في الحقيقة غير أنجال وأقارب المسؤولين في قيادة الجبهة ،وهذا ما أكدته وسائل إعلام ناشطة داخل المخيمات. والمأمول أن يكون المسؤول الأول في المنتظم الدولي أخذ علما بأن القيادة الانفصالية رفضت رفضاً قاطعاً ومطلقاً تضمين برنامج زيارته اللقاء بالمعارضين لها. وأنها اتخذت ما يجب ويكفي من احتياطات لمنع المعارضين لها من اللقاء بالأمين العام الأممي .خوفاً مِمَّا هي تخاف منه. وحينما يستسلم الأمين العام لرغبة القيادة الانفصالية في هذا الشأن فإنه يبدو لنا أن السلطات المغربية تساهلت لفترة طويلة مع المبعوث الشخصي للأمين العام السيد كريستوفر روس الذي كان يحرص في كل زيارة له إلى بلادنا على اللقاء بأشخاص يعدون على رؤوس الأصابع بصفتهم موالين للجبهة الإنفصالية في الرابوني، ليستمع المسؤول الأممي إلى نفس الأسطوانة المحفورة في كل مرة .ليتضح اليوم أن رئيسه بان كي مون لم يبد نفس الحرص على الاجتماع بالمعارضة والإنصات إلى الرأي الآخر في مخيمات تندوف، مِمَّا يجرنا نحو الشك في أن روس كان حريصا على إعطاء الشرعية لمن لا شرعية له. ولذلك نعتبر اليوم أن السلطات المغربية تساهلت كثيرا مع مبعوث أممي خاص، وأنها تداركت الأمر حينما حددت الرقعة الجغرافية لروس في زيارتيه الأخيرتين . وقالت بالواضح إن زيارة روس تتحدد في الرباط ولا يمكنه التنقل خارجها إلا بموافقة من السلطات المغربية المختصة، ولا اللقاء إلا بمن ترى فيهم سلطات الرباط جدوى ومنفعة. واليوم حينما يرفض بان كي مون اللقاء بالمعارضين في مخيمات الرابوني فإنه يعطي الشرعية للمقاربة الجديدة التي تتعامل بها الرباط مع روس ،ويعطيها الحق والشرعية أيضا في أن تحدد برنامج زيارته المقبلة والمتوقعة إلى المغرب، والتي لا يريد المغاربة بأن يسمعوا خلالها أي أثر لأشخاص يقدمون خدمة في إطار أجندة سياسية صرفة لجهات خارجية معادية لمصالح المغرب. شكرا بان كي مون لأنك حسمت في قضية كانت شائكة وقدمت للرباط خدمة أنت مشكور عليها.