ودعنا الفنان المغربي عازف العود الشهير سعيد الشرايبي، الذي انتقل إلى رحمة الله صباح أمس الخميس بالدار البيضاء، عن عمر يناهز 65 سنة، بعد صراع مع المرض، وفق ما علم لدى مقربين من الراحل. وكانت مؤسسة سعيد الشرايبي للتراث المغربي الأندلسي نشرت، بلاغا أشارت فيه إلى مرض الموسيقار واصفة حالته بالحرجة. وعلى إثر ذلك بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله برقية تعزية إلى أفراد أسرة الفنان المرحوم سعيد الشرايبي. وأعرب جلالة الملك، بهذه المناسبة الأليمة، لأفراد أسرة الفنان الراحل، ومن خلالهم لكافة أصدقائه ومحبيه ولعائلته الفنية الكبيرة، عن أحر التعازي وصادق مشاعر المواساة في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه. كما استحضر جلالة الملك ما كان يتحلى به الراحل من موهبة فنية وحس مرهف وأداء رفيع، سواء في العزف على آلة العود أو في مجال التلحين، حيث أغنى بإبداعاته الخزانة الفنية المغربية وأطرب بأعماله المتميزة عشاق الفن الرفيع في المغرب وخارجه. ومما جاء في هذه البرقية "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الأليم، فإننا نضرع إلى الله تعالى أن يجزي الراحل العزيز الجزاء الأوفى عما أسداه لوطنه من عطاء فني راق، ويتقبله في عداد الصالحين من عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان وأن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء". وللإشارة يعتبر الفنان الراحل، الذي ولد في الثاني من فبراير 1951 بمراكش، من خيرة عازفي العود في المغرب والوطن العربي. وفي سن ال13 اكتشف آلة العود التي لم يفارقها أبدا حتى أوصلته إلى شهرة جعلت منه أحد أعمدة الموسيقى المغربية والعالمية. وتتميز أعمال الراحل بالأصالة التي تجمع بين الموسيقى العربية الأندلسية والتركية والفارسية، ما أهله لحمل لقب "ملك العود". وحصد سعيد الشرايبي عدة جوائز في مساره أبرزها الوسام العربي لأحسن مشاركة عربية بالجزائر سنة 1984، والريشة الذهبية والوسام الأول وجائزة العود ببغداد سنة 1986، وجائزة الموسيقى الغرناطية بباريس سنة 1992، وجائزة الاستحقاق بدار الأوبرا في القاهرة سنة 1994، وجائزة القدس والعود الذهبي بالرباط سنة 2002، كما حاز على جائزة زرياب للموهوبين من الجمعية الوطنية للموسيقى باليونسكو سنة 2002. وإلى جانب اهتمام الراحل سعيد الشرايبي بمجال العزف، كانت له عدة تجارب في مجال التلحين لألمع الفنانين المغاربة مثل كريمة الصقلي التي أدت من توقيعه أغنيتي "ظلال" و"العشاق" والفنانة نعيمة سميح التي أدت من ألحانه قطعتي "راح" و"تلاقينا بعد الخصام"، أما عبد الهادي بلخياط فغنى من ألحانه "بوح يا قلبي". وحصل الفنان الراحل، أيضا، في مجال التلحين على جائزة أفضل أغنية عن قطعة أطفال القدس سنة 2000. إنا لله و إنا إليه راجعون.