الرد على ما تضمنه اليوتوب الذي نشره الشيخ أبو النعيم يتطلب كثيرا من ضبط النفس والرزانة والمسؤولية، لكي لا يقع الرد فيما وقع فيه شخص يدعي العلم و المعرفة الدقيقة بخصال النقاش العام ويعلم علم اليقين آثار ومساوئ النيل من أعراض الناس والمس بكرامتهم وإغراقهم بالتهم الباطلة . وإلا فإن الاستسلام للانفعال سيقود إلى مبادلة الرجل السلوك الشائن. الرجل الفقيه والشيخ ينعث النقابة الوطنية للصحافة المغربية ب"الوثنية" بمعنى أنه يصفها بالشرك وينزع على أكثر من 1500 صحافي وصحافية مغربية إيمانهم بالإسلام الحنيف ويقذف بهم إلى الكفر، وبما أن العالم المتفقه نموذج لمريديه الطيعين فإنه بذلك يحرض جموع المؤمنين الموالين له بالقصاص من أشخاص وثنيين. إن الرجل يدعي أن النقابة تشجع كل ألوان الحرية و تدافع عنها وأنها تدافع على حق كل شخص في التعبير ليقول ما يشاء وأنها تدافع على منع كل من يقول الحق و تناصر كل من يقول كلمة الباطل المنافية لكل القيم والأخلاق و أحوال الناس و كل ما عليه المجتمع المغربي المسلم. ولم يتوقف الرجل عند هذا الحد بل أطلق لسانه للسب والقذف والتجريح. دعنا نسأل الفقيه المؤمن الذي يعرض نفسه نموذجا للمسلم التقي الذي يعكس الإسلام الحقيقي المبني على حفظ أعراض الناس ومجادلة الآخرين بالتي هي أحسن، من أين جاء بكل هذه التهم و السباب و العبارات الحاطة من الكرامة؟ فلا النقابة تمنع من يقول كلمة الحق ولا هي تشجع من يقول كلمة الباطل و لا هي تدافع على القناة الثانية أو الأولى؟ ومن حق أعضاء النقابة على هذا الفقيه أن يأتيهم ببيان ما ادعاه في حقهم ظلما و بهتانا. النقابة الوطنية للصحافة المغربية يا سيدي تدافع على حرية التعبير التي تحفظ حقوق ومصالح الجميع ، التعبير في مناقشة القضايا العامة والتداول فيها دون أن يعني ذلك التطاول على أعراض الناس وعلى حياتهم الخاصة. ودون أن يعني ذلك التحريض المباشر والعلني. ودون أن يعني ذلك أيضا شحن الموريدين بالسموم. والنقابة حينما تناقش هذا الرجل في شأن مواقفه تجاه القناة الثانية فإنها لا تملك حق مصادرة رأيه فيما تقدمه القناة من انتاجات ، بل تناقشه في الخلط الذي يقع فيه بصفة متعمدة من خلال الإساءة إلى الصحافيين العاملين هناك و التحريض ضدهم، مما لا يستقيم قانونا و لا شرعا. وستظل النقابة تدافع على الصحافيين أينما وجدوا و بغض النظر عن الجهة التي اقترفت هذه الإساءة. إن الشيخ أبو النعيم يحاول من خلال ما تضمنه اليوتوب ترهيب النقابة ليتمكن الرجل من الاستئساد على الصحافيين، وهذه مهمة فشل فيها من سبقه من جهابدة القمع في تاريخ المغرب الحديث. ولا أعتقد أن الشيخ أبو النعيم أصبح شخصية مقدسة لا يمكن الإقتراب منها لمناقشتها. وشخصيا إذ أؤكد احترامي للشيخ أبو النعيم لحقه في أن يعبر كما يشاء في القضايا العامة فإنني أعتبر ما اقترفه إساءة إليه قبل أن تكون إساءة إلى من استهدفهم.