سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتفاء بالمولد النبوي الشريف: شخصية محمد صلى الله عليه وسلم وطبيعة رسالته من خلال القرآن الكريم.. كتاب للمرحوم الأستاذ عبد الجليل القباج أول مدير فعلي لجريدة العلم.. بقلم // عبد الرحيم بن سلامة
هذا الكتاب صدر في أواخر السبعينيات للعالم والوطني المرحوم الأستاذ عبد الجليل القباج ضمن منشورات الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي وقد ساهم في تأسيس هذه الجمعية إلى جانب الأستاذ علال الفاسي ونخبة من العلماء والوطنيين رحمهم الله. في ذكرى المولد النبوي الشريف نستحضر روح هذا الرجل الذي أخلص للعقيدة والوطنية فنقدم للقارئ تعريفا لمحتوى هذا الكتاب القيم وهو يشتمل على آيات كريمة تبرز شخصية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم تلقي الأضواء على طبيعة رسالته الموجهة للإنسانية كافة . لقد أثنى الله تعالى عليه ثناء عظيما فقال جل جلاله: (وإنك لعلى خلق عظيم) فلم ينتفخ ولم يتكبر، بل بقي متماسكا ومتوازنا. من صفاته عليه السلام أنه كان ليّن الجانب مع أصحابه رحيماِ بهم، وكان يشق عليه عنتهم في الجهاد وكان شديد الرأفة بالمؤمنين، وكان لايدفع السيئة بالسيئة. بل كان يعفو ويصفح، وكان مصدر الثقة والرجاء لمن كان يذكر الله ولاينساه، وكان يفعل ذلك لأنه كان يدرك أن الناس في حاجة إلى رعاية وبشاشة وإلى ود يسعهم وحلم لايضيق بجهلهم وضعفهم. ولذلك تألفت حوله القلوب، وأحبه أصحابه الحب الذي يفدونه معه بحياتهم. قال صلى الله عليه وسلم «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» فلخص رسالته في هذا الهدف النبيل، فكان يدعو إلى الله، لا لدنيا، ولا إلى مجد ولا جاه، وكان يدعو إلى الطهارة والنظافة والأمانة والصدق والعدل والرحمة والبر، وينهى عن الظلم والخداع والغش وأكل أموال الناس بالباطل. كان الناس يجدون عنده العطف والود والسماحة، وهكذا كانت حياته عليه السلام غنية بالعبر، فما غضب لنفسه قط، قال صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء مفتاح، ومفتاح الجنة حب المساكين، الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، فما خففت عن خادمك في عمله فهو أجر لك في موازنك يوم القيامة استوصوا بالأسارى خيرا، واتقوا الله في البهائم المستعجمة، فلا يدخل الجنة إلاَّ رحيم». لقد أمد الله رسوله الكريم بآداب القرآن العالية وحكمه السامية فصار امتثال القرآن سجية له وخلقه. وكان الصحابة رضي الله عنهم والذين اتبعوهم بإحسان، يقتدون به امتثالا لقول الله عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا). فإذا فكر المسلمون اليوم وقاموا بنقد ذاتي لأوضاعهم الحالية يقول المؤلف فسوف يتبين لهم أنهم قد انحرفوا عن الطريق المحمدية، ذلك لأنهم أخذوا عن أهل الكتاب أشياء مخالفة لما جاء في كتاب الله العزيز الحكيم، فمن المعلوم أن أهل الكتاب بدّلوا وحرفوا ولم يقيموا ما أنزل إليهم أي القرآن الكريم، لقد قال تعالى: (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم) بل اتبعوا أهواءهم فضلوا السبيل. ومن مصلحة الأمة الإسلامية أن يفعل المسلمون ما تقدم ذكره، أي «النقد الذاتي» فيرجعوا إلى الطريقة المحمدية أمتثالا لقول الله تعالى: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم) وقوله (إن الدين عند الله الإسلام) فعسى إن يفعلوا يقول المؤلف يرحمهم الله ويسدد خطاهم. تلك نظرة مجملة لما اشتمل عليه كتاب «شخصية محمد عليه السلام وطبيعة رسالته من خلال القرآ الكريم» من موضوعات قيمة قدمنا صورا منها للقارئ بمناسبة ذكرى من أشرقت الأنوار بمولده عليه أفضل الصلاة والتسليم النبي الكريم سيدنا محمد سيد البشرية كافة. * رئيس الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي