لم ترق حصيلة الألعاب الجماعية في سنة2008 إلى مستوى تطلعات المهتمين والمتتبعين إذ خرجت أغلب أنواعها من الاستحقاقات الجهوية والقارية والدولية كما دخلتها خالية الوفاض, ووحدهما منتخبا الفتيان والشبان في كرة اليد حفظا ماء الوجه وانتزعا التقدير بتأهلهما إلى نهائيات كأس العالم. ويمكن اعتبار تأهل المنتخبين الوطنيين للفتيان والشبان لأول مرة في تاريخ كرة اليد المغربية إلى نهائيات بطولة العالم المقررة السنة المقبلة في مصر أفضل إنجاز تحققه الرياضات الجماعية هذه السنة, خصوصا بعد فشل منتخب الكبار في تجاوز عقبة الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم, التي أقيمت مطلع السنة بأنغولا. كما عوضت كرة اليد إخفاقها في حصد نتائج مرضية, بكسب رهان تنظيم بطولتي إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس بمكناس والأندية البطلة بالدار البيضاء, حيث نجح فريقا النادي المكناسي والرابطة البيضاوية في رفع هذا التحدي إلى أبعد الحدود بالرغم من ضعف الإمكانيات, حيث حقق الفريق البيضاوي إنجازا غير مسبوق ببلوغه لأول مرة في تاريخ اللعبة المباراة النهائية لتظاهرة قارية من هذا الحجم, فيما خرج النادي الإسماعيلي مبكرا من دائرة المنافسة. أما المنتخبات الوطنية لكرة السلة ففشلت في حجز مكان لها بين الأقوياء على الصعيدين الجهوي والقاري, حيث لم يتمكن منتخب الكبار من تجاوز الدور الأول في البطولتين الإفريقية بأنغولا والعربية بتونس بعدما حل عاشرا في الأولى والمركز ما قبل الأخير في الثانية , وخرج منتخب الشبان من منافسات البطولة الإفريقية بالإسكندرية, بعد انهزامه في دور ربع النهاية أمام منتخب نيجيريا . ولم تحلق الكرة الطائرة الوطنية عاليا ليظل بلوغ المنتخب الوطني للشبان دور نصف نهاية الدورة الثالثة عشرة لبطولة إفريقيا للأمم التي أقيمت بتونس العاصمة أفضل إنجاز يحققه هذا النوع الرياضي. أما كرة القدم, الرياضة الأكثر شعبية في المغرب, فتوالت إخفاقاتها بعد العرض الباهت الذي قدمه «»أسود الأطلس»» في كأس إفريقيا للأمم مطلع السنة الجارية بغانا وخروجهم غير المشرف من الدور الأول للنهائيات. ولم يكد عشاق الكرة المستديرة, الذين كانوا يمنون النفس بإعادة إنجاز سنة1976 مع عودة الإطار الفرنسي هنري ميشال, يستفيقون من هول الصدمة حتى أصيبوا بخيبة أمل أخرى بعد أن أضاع المنتخب الوطني للاعبين المحليين فرصة حضور نهائيات أول كأس قارية خاصة بهذه الفئة بعد خسارة كبيرة وغير منتظرة في الجولة الأخيرة من الإقصائيات أمام نظيره الليبي بطرابلس (3 -0 ) علما بأنه فاز ذهابا بالدار البيضاء 3 -1 . ولم يفلح المنتخب الوطني للشبان في وقف سلسلة اخفاقات كرة القدم الوطنية وغادر الإقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم, التي ستقام برواندا السنة المقبلة منذ الدور الأول بعد استسلامه أمام منتخب البنين المتواضع. ولم يكن مصير المنتخب الأولمبي أفضل من سابقيه حيث فشل في التأهل إلى دورة بكين الأولمبية بعد اكتفائه بالمركز الثاني في المجموعة الإقصائية الإفريقية الثالثة خلف منتخب الكاميرون. وجاءت النتائج السلبية والمخيبة للآمال, التي سجلتها الرياضات الجماعية هذه السنة, لتؤكد أنه لا محيد عن العودة إلى إشراك المؤسسات والمعاهد التعليمية والجامعات في تكوين الخلف واكتشاف الطاقات الشابة والواعدة التي تزخر بها, إلى جانب إيلاء المزيد من الاهتمام بالأندية والعصب ومدها بوسائل العمل الضرورية (الموارد المالية والبنيات التحتية ...) ووضع استراتيجيات محددة وملائمة للنهوض بكل نوع رياضي على حدة. عبد الحفيظ المنصوري