أثارني مرة إخرى في التفجيرات الإرهابية التي كانت العاصمة الفرنسية مسرحا لها مساء الجمعة الماضي وخلفت ضحايا أبرياء عثور رجال الأمن على جواز سفر أحد الإنتحاريين، وهذه ليست المرة الأولى التي يخبر فيها الرأي العام بالعثور على وثيقة هوية إرهابي بعدما نفذ جريمته النكراء، بل سمعنا بمثل هذا الأمر في الجريمة النكراء التي اقترفها الإرهابيون ضد هيئة تحرير جريدة شارلي إيبدو الفرنسية. أمر عجيب أن يفجر الإرهابي نفسه بواسطة حزام ناسف و يخلف الدمار من حوله، يحترق فيه كل شيء بما في ذلك أجزاء كبيرة من أجساد الضحايا، في حين تعجز النيران عن التهام مجموعة وريقات، إنها فعلا حقيقة علمية جديدة تستحق الدراسة والتحليل والتمحيص؟ إرهابي يقرر اقتراف أفعال إجرامية خطيرة، ويحسم في إرتكاب مذبحة حقيقية، ومع ذلك يحرص كل الحرص على أن يصحب معه وثيقة تتبث هويته، وكأنه يقرر منذ البداية تسهيل عمل الأجهزة الأمنية التي تتكلف عادة بالتحقيق والتحري في الفعل الإجرامي. لست خبيرا في قضايا الإرهاب ولا متخصصا في التحقيقات الأمنية، لذلك لا أجازف بالحسم في حقيقة هذه الظاهرة، فقد يتعمد الإرهابيون الإبقاء على وثيقة الهوية لتمكين أجهزة الأمن منها للتعرف بسرعة على هوياتهم أو حتى لمغالطة هذه الأجهزة بتمكينهم من هوية مزورة قد تعيق التحريات. كما أن الأمر قد يكون غير ذلك وأن حكاية العثور على وثيقة هوية الجاني ليست إلا "حجاية" من "الحجايات" التي ترويها الجدات للأحفاد. المهم إن الظاهرة مثيرة فعلا !!!