رغم شروع الشركة الفرنسية المفوض لها حق تدبير قطاعي الماء والكهرباء (أمانديس) بمدن الشمال، في تنزيل مجموعة من الإجراءات المتفق عليها( كإعادة قراءة العدادات ومراجعة فواتير شهري يوليوز وغشت..) مع المسؤولين المركزيين والجهويين لوزارة الداخلية خلال الاجتماعات الماراطونية التي عقدت في هذا الصدد، كان آخرها الاجتماع الذي جمع والي ولاية جهة طنجةتطوان محمد اليعقوبي مع ممثلي الأحزاب السياسية بعمالة المضيقالفنيدق، من أجل وقف الاحتجاجات المتصاعدة ضدها. أصر سكان مدن الشمال على مواصلة نضالهم المتحضر، وذلك من أجل رفع ضيم أمانديس عنهم، بطرد هذه الشركة الغول من مدنهم. وفي هذا السياق، شهدت مدن المضيق، تطوان، مرتيل خلال نهاية الأسبوع الماضي، تنظيم وقفات احتجاجية و مسيرات شعبية جابت أهم الشوارع، عبر من خلالها المشاركون عن استيائهم وتذمرهم وامتعاضهم من الغلاء والزيادة الصاروخية غير المسبوقة في فواتير استهلاك الماء والكهرباء خلال الشهور الأخيرة دون مراعاة الخصوصيات الاجتماعية للمواطنين، وطالبوا برحيل شركة أمانديس، كما أعلنوا عن عزمهم مواصلة الاحتجاج إلى حين الإقرار بمطالب السكان العادلة، و الانتقال إلى تنظيم أشكال احتجاجية أخرى، إذا لم يتم التعامل بشكل جدي مع مشاكلهم، والحد من استنزاف جيوبهم. ومباشرة بعد نهاية المسيرات والوقفات الاحتجاجية، أطفأ المشاركون المصابيح، وأشعلوا الشموع، تعبيرا عن مقاطعتهم لكهرباء أمانديس. وكانت القوات الأمنية، المتكونة من عناصر الشرطة وقوات التدخل السريع وأفراد القوات المساعدة، لجأت إلى تطويق المسيرات والوقفات الاحتجاجية، ووضعت حواجز أمنية لمنع المتظاهرين من التقدم، كما أنها اكتفت بالمراقبة ولم تلجأ لأي شكل من أشكال العنف الجسدي أو اللفظي ضد المتظاهرين، كما لم تسجل هذه التظاهرات وقوع أي انفلاتات أو أعمال شغب أو تخريب.