كسر الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم بالجارة الشرقية ما يسمى بالاجماع الرسمي الجزائري حول قضية الصحراء , حين رفض الانسياق وراء مناورات صحافي بقناة النهار الجزائرية المقربة من جهاز الاستخبارات حاول جاهدا استدراجه الى تسجيل موقف معادي للمغرب في قضية وحدته الترابية . عمار سعداني الذي رفض ما يمليه عليه محاوره بالقناة ، أكد أنه لو تحدث عن قضية الصحراء لخرج الشعب الجزائري الى الشوارع في تلميح ضمني الى عدم رضاه عن طريقة تدبير النظام الجزائري لهذا الملف مشددا على ضرورة مراجعة الحسابات بخصوص علاقة بلاده بالمملكة . و في الوقت الذي لم يصدر بعد أي تعليق رسمي على تصريحات الأمين العام لحزب يترأسه شرفيا الرئيس بوتفليقة تعتبر بمثابة إعلان عن أول معارضة سياسية مباشرة لموقف الجزائر من من قضية الصحراء المغربية , سارع قيادي انفصالي إلى استنكار تصريحات سعداني معتبرا أن الأمين العام لأكبر قوة سياسية داعمة لأطروحات البوليساريو قد تجاوز الخطوط الحمراء ، مطالبا بوتفليقة بصفته رئيس الحزب الذي يتزعمه سعداني إلى إتخاد إجراءات صارمة في حق الأخير لمحو الآثار السلبية التي خلفتها تصريحاته على نفسية مرتزقة قيادة الانفصاليين . و تصاعدت في السنوات الأخيرة أصوات متكررة بالجزائر تطالب الحكومة بالكف عن الدعم اللامشروط الذي توفره منذ عقود للأطروحة الانفصالية بمخيمات تندوف و الذي يكلف خزينة الجزائر أموالا طائلة في حين تنخر الفوارق الاجتماعية المجتمع الجزائري على أنها أول مرة يعبر مسؤول سياسي جزائري مباشرة و عبر وسيلة إعلام عن عدم رضاه عن تدبير نظام بلاده لهذا الملف الشائك الموروث من حقبة الحرب الباردة في عهد الراحل بومدين .