تسللت المسلسلات المدبلجة إلى البيوت المغربية وانتشرت كوباء طاغ، حيث تجد العائلات تتسمر أمام شاشة التلفاز لمتابعتها دون إفلات حلقة واحدة، متتبعة لكل مشهد بدقة وتمعن كأن أحداث المسلسل هي واقعية بالفعل، ومنهم من يعتبرها بلسما يداوي جراحه وتقدم له نقيض الواقع الذي يعيشه، كقصص الحب والأسرة الناجحة والحياة المترفة التي تصورها. وقد حققت المسلسلات المدبلجة أرقاما مرتفعة في نسبة المشاهدة، ولا تزال في ارتفاع مستمر، فحسب التقرير الأسبوعي لمؤسسة «ماروك متري»، المتخصصة في قياس نسبة المشاهدة، فإن المسلسل المدبلج «سامحيني» الذي يعرض منذ أكثر من سنتين يتابعه ما يزيد عن أربعة ملايين مشاهد، أما مسلسل «ثمن الحب» فيحقق نسبة مشاهدة تقدر بثلاثة ملايين ونصف متتبع. المشاهد المغربي لا يقاطع المنتوج المحلي ويحرص على متابعة البرامج المغربية، كمثال فإن سلسلة «وعدي» في شهر رمضان حققت نسبة مهمة من المشاهدة حيث تابعه أكثر من أربعين في المائة من المغاربة يوميا، وسلسلة «مقطوع من شجرة» بطولة زينب عبيد يتابعه أكثر من أربعة ملايين مشاهد، ما يؤكد دعم المغاربة لإنتاجات بلدهم. إلا أن التلفزة الوطنية تعرف في معظم الأحيان غياب إنتاج محترم، ولا يهمها إفساد الذوق العام ما دامت تحقق ربحها المادي على حساب المشاهد،فبعض البرامج المغربية تستفز المشاهد، خصوصا في شهر رمضان حيث تتعرض لمجموعة من الانتقادات والسخرية، وأنها لا ترقى لمستوى يليق بالجمهور المغربي،الذي يدفع بهذا الأخير إلى اللجوء إلى البرامج والمسلسلات الأجنبية. التأثير السلبي للمسلسلات المدبلجة يأتي على حساب الهوية الثقافية والشعبية لبلادنا، ووضع المنتوج التلفزي المحلي في صورة سيئة أمام الإنتاجات العالمية، بالإضافة إلى الأموال الطائلة التي تصرف على الترجمة والتي يمكن أن تستغل لدعم وإنتاج برامج ومسلسلات مغربية ذات جودة عالية تناهز جودة البرامج الأجنبية، وتحسن من معيشة الفنانين المغاربة و كذا العاملين بالمجال التلفزي. فالعاملون بالمجال السنيمائي والتلفزي سواء أكانوا ممثلين أو مخرجين أو مؤلفين،بالإضافة إلى المواهب الشابة الصاعدة، بجعبتهم الكثير من الطاقات والإبداعات، لكنهم ينتظرونالفرصة الملائمة والدعم المعنوي والمادي لتفريغ طاقاتهم وإبراز مواهبهم لتقديم أعمال فنية بارزة، تليق بالمشاهد المغربي وترفع من القيمة الإنتاجية والفنية للتلفزة المغربية.