تروج بعض الأوساط الإعلامية أن أحزاب الأغلبية قررت ترشيح الأستاذ أوعمو لشغل منصب رئيس مجلس المستشارين، وبما أن أحزاب الأغلبية ارتأت عدم إطلاع الرأي العام على حقيقة الأمر وظل بذلك خبر هذا الترشيح يراوح مكانه. صعب أن يقتنع الأستاذ أوعمو بهذا الترشيح الذي جاء بطلب من حزب أو أحزاب تتوفر على عدد من المستشارين أكبر بكثير من العدد الذي يتوفر عليه حزب التقدم و الاشتراكية و كان حريا بها أن تقدم مرشحا باسمها ، فحزب الأستاذ أوعمو لا يتوفر بالكاد إلا على مستشارين إثنين، ومن الناحية الإخلاقية فإن الذين سيصوتون على الأستاذ أوعمو ينتمون بكل تأكيد إلى السبعين في المائة الذين تحدث عنهم الأستاذ نبيل بنعبد الله. المؤكد أن الأستاذ أوعمو لا يسلم بمصداقية هذا الترشيح، وأنا على يقين أن رصيده النضالي ووزنه السياسي لا يسمحان له أبدا بأن يغامر بما يملك ويقبل بلعب دور "الكومبراس" ولن يقبل بمهمة حصان طروادة، ذلك أن جهة معينة لها مصلحة في هذا الترشيح وهي ليست قادرة على الجهر بمناصرتها لمرشح معين، لذلك اختارت لعبة ترشيح مستشار من الأغلبية للتصويت لفائدته خلال الدور الأول و خلال الدور الثاني ستكون هذه الجهة - أو الجهات - متحررة من أي التزام سياسي وستصوت لفائدة المرشح المعين، بيد أن مكون آخر من الأغلبية سيصوت لفائدة مرشح آخر. وبذلك سيعود الفضل في نجاح المرشح المعين - إن هذا حصل - إلى الأستاذ أوعمو و إلى حزب التقدم والإشتراكية وهكذا سيصدق ما قاله الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية من أن حزب الأصالة والمعاصرة "لغز" وهو لغز فعلا لأن الحزب الذي يطلق عليه هذا الوصف هو الذي يعبد له الطريق الآن للفوز برئاسة مجلس المستشارين. التاريخ يسجل ولن يقبل من الأستاذ أوعمو ومن حزب التقدم والإشتراكية الإعتذار غذا ولا البكاء على الأطلال.