كشف المؤرخ المعطي منجب، رئيس جمعية" الحرية الآن" أنه دخل في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على منعه من السفر وللمطالبة برفع ما وصفها بالمماحكات التي يتعرض لها من قبل السلطات المغربية منذ مدة ليست باليسيرة، حيث كان يعتزم السفر يوم الخميس الماضي إلى مدينة ليشبونة الإسبانية للمشاركة في مؤتمر دولي حول "التحولات التاريخية والإعلام في منطقة المتوسط". وقال منجب في تصريح للعلم،إنه ممنوع من السفر بكيفية غير قانونية،عكس ما كان قد أعلن بلاغ لوزير الداخلية بتاريخ 19 شتنبر المنصرم،و الذي أكد أنه غير ممنوع من السفر، إلا أن واقع الحال يثبت عكس ذلك،يقول منجب، متسائلا بهذا الخصوص عن السر وراء هذا التناقض الصارخ بين ما سبق لوزارة الداخلية أن أعلنت عنه في بلاغ رسمي وبين منعه الفعلي من السفر إلى الديار الإسبانية الخميس الماضي للمشاركة في مؤتمر دولي. وفي الوقت الذي أكد فيه البلاغ المذكور لوزارة الداخلية أن المعطي منجب رئيس جمعية "الحرية الآن"، متابع في "ملف مرتبط باختلالات مالية خلال فترة تسييره لأحد مراكز الدراسات، وهو الملف المعروض حاليا أمام القضاء المختص للفصل فيه طبقا للقوانين الجاري بها العمل"،أكد المعطي منجب أنه دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الثلاثاء 6 أكتوبر الجاري احتجاجا على هذا الوضع الملتبس، ولدفع السلطات إلى رفع المنع العملي المسلط عليه وإيقاف ما وصفها بحملات التشويه التي يتعرض لها من بعض المواقع الإعلامية المحسوبة على جهات معلومة حسب قوله. وعن الخلفيات الحقيقية الكامنة وراء محنة الرجل الذي يعد محللا سياسيا وناشطا حقوقيا معروفا،أوضح هذا الأخير أن مسلسل المضايقات التي يتعرض لها وعائلته الصغيرة بدأ منذ انتخابه رئيسا لجمعية "الحرية الآن" التي تضم في عضويتها عددا من التيارات السياسية المناوئة للنظام حسب قوله. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فليست حالة المؤرخ المعطي منجب هي الوحيدة في هذا الاتجاه، حيث سبق للسلطات أن حققت مع صمد عياش، وهو صحافي وناشط في الجمعية نفسها، وأبلغته أنه ممنوع من السفر أيضا،وذلك على خلفية تعاونه مع منظمة "فري بريس أنليميتد" الهولندية بداية يوليوز الماضي لتدريب صحافيين ومدونين مغاربة على استعمال تطبيق "ستوري مايكر" الهاتفي في تغطية الأحداث،إلا أن هذا التدريب لم يحدث وقامت السلطات حينها بحجز 26 هاتفا ذكيا للجمعية. كما قامت السلطات أيضا بمنع محمد الصبر، رئيس "الجمعية المغربية لتربية الشبيبة"، من السفر إلى فرنسا بسبب شراكة جمعيته في دورة تدريبية مع منظمة "فري بريس أنليميتد" الهولندية التي تعمل مع جمعية "الحرية الآن".، حيث أكد هؤلاء النشطاء الثلاثة أن قرارات المنع تمت بشكل شفوي ولم يتسلموا قرارا مكتوبا بالمنع. وفي السياق نفسه،أفادت مصادر مؤكدة للعلم أن لجنة دولية لدعم المعطي منجب قد تشكلت ويشرف عليها الباحث المعروف عبد الله حمودي، كما وقع نحو 400 صحافي وأكاديمي ومحام عريضة تضامنية يطالبون من خلالها السلطات الأمنية بالكف عن مضايقة المعطي منجب.