عبر مجموعة من الأباء والأمهات عن استياء عميق من الوضع الذي تعيشه مدرسة المختار جزوليت الابتدائية بحي المسيرة بالرباط، وهو الوضع الذي دفع الى اتخاذ قرار منع التلاميذ من ولوج الفصول الدراسية وتوجيه رسائل وعرائض إلى الجهات المسؤولة من نيابة وأكاديمية ووزارة. وأفاد أولياء أمور التلاميذ في تصريحات للعلم أن تدبير الخصاص في هذه المؤسسة إثر إحالة ثلاثة مدرسين على التقاعد هَمَّ حلولا ترقيعية تمثلت في ضم فصلين من نفس المستوى مارفع عدد التلاميذ في الفصل الواحد إلى 48 و 52 تلميذا وتنقيل مازاد عن هذا العدد عن طريق القرعة إلى مؤسسة مجاورة، فضلا عن تولي معلمة تدريس العربية والفرنسية لنفس القسم الدراسي. ورأى أولياء أمور التلاميذ من آباء وأمهات أن هذا الوضع شاذ يخلف حالة ارتباك لدى التلاميذ، واضطراب على مستوى التحصيل، واصفين الحلول التي تم اعتمادها ترقيعية ستجني على المتمدرسين ، وقالت إحدى الأمهات معبرة عن التخوف على مستقبل ابنها «إن الفصل الدراسي من المستوى الأول يضم ما يفوق 40 تلميذا، فكيف ستكون عملية الاستيعاب والمتابعة الفردية لكل تلميذ، والوقوف على تقدم كل متمدرس على حدة؟» فيما أضافت أخرى أن هناك من التلاميذ من بلغ المستوى الثالث ولايستطيع كتابة جملة مفيدة!! وخلال التحاور مع إحدى المعلمات أجابت بأنها تلقي الدروس «اللي بغا يقرا يقرا واللي مابغاش يدبر راسو...». معطيات أخرى أفادت أن معلما كان يفترض أن يلتحق بالمؤسسة قادما من الرماني وتم إخبار المدير بذلك ، لكن تم التراجع عن القرار وتحويله إلى مؤسسة أخرى لسد الخصاص بها، وهذا الوضع وصفه أحد الآباء بتدبير الخصاص بالخصاص والارتجالية وعدم مراعاة المصلحة التربوية للأبناء. وخلال الوقفة التي نفذها أولياء الأمور أمام مدخل مدرسة المختار جزوليت صبيحة الجمعة عبر عدد منهم ومنهن عن الرغبة في تنقيل أبنائهم إلى مؤسسات أخرى لاتعيش هذا الاكتظاظ أو الاضطراب. العلم أنصتت كذلك الى المسؤول الإداري بالمؤسسة والذي أوضح أنه ينفذ القرارات التي يتوصل بها من الجهات المسؤولة، مؤكدا للعلم ولأولياء الأمور أن النيابة بدورها مغلوبة على أمرها وأن الخصاص لايهم هذه المؤسسة دون سواها. كما أبرز بشأن اعتماد القراءة أن تنقيل تلاميذ الى مؤسسة أخرى بعد ضم فصلين يكون اختياريا وطوعيا وعندما يتعذر ذلك يتم اللجوء إلى القرعة لمواجهة رفض أولياء الأمور نقل أطفالهم لمدارس أخرى، هذا مع مراعاة الحالات الخاصة كمن له أخ أو أخت يدرس بذات المؤسسة حسب تعبيره. وتبقى حالة التوتر مرشحة للارتفاع والتصعيد في القادم من الأيام بهذه المؤسسة، والتي تعكس مدى الاندحار الذي تعيشه المؤسسة التعليمية العمومية عموما والتي التصقت بها أوصاف لاتشرف من قبيل الإفلاس والعلة والمرض والموت البطيء، كما أنه مظهر من مظاهر وضع أولياء الأمور أمام واقع إغلاق أبواب التعليم العمومي وإجبارهم للتوجه نحو التعليم الخاص وضرب مجانية التعليم، وتلك إشكالية أخرى نترك أهل الاختصاص الخوض فيها.