تستأثر حاليا قضية التنافس الكبير للتيارات الشيعية والسنية والسلفية لاستقطاب مسلمي الثغرين السليبين سبتة ومليلية، اهتمام الرأي العام المحلي على وجه العموم والأوساط السياسية والإعلامية على وجه الخصوص، نتيجة تنامي ظاهرة التطرف الديني، وارتفاع أعداد المجندين الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية التي تنشط في العديد من بؤر التوتر في العالم، وخصوصا فوق الأراضي السورية، إضافة إلى تزايد المد الشيعي بشبه الجزيرة الإيبيرية، وبدعم من جمعيات إيرانية وعراقية شيعية. وهو الأمر الذي دفع بالعديد من الفاعلين السياسيين إلى دعوة سلطات الاحتلال الاسباني بالثغرين السليبين إلى فرض رقابة على الممارسات والأنشطة الدينية، وكذلك حظر ارتداء النقاب في الأماكن العمومية وإغلاق المساجد غير المرخصة. وأكدت إحصائيات حديثة صادرة عن اتحاد الجاليات المسلمة بإسبانيا بتعاون مع المرصد الأندلسي أن عدد المسلمين في سبتة ومليلية السليبتين بشكل خاص، و بإسبانيا بشكل عام، عرف ارتفاعا خلال السنة الماضية، حيث بلغ مليون و 850 ألف شخص، أي بزيادة تقدر بأكثر من 126 ألف شخص مقارنة مع سنة 2013، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 207 في المائة حسب ما أثبتته الدراسة الديموغرافية للساكنة المسلمة. وإذا كانت نسبة المسلمين الأجانب بإسبانيا هي 60 في المائة، فإن المغاربة يحظون من هذه النسبة بنصيب الأسد أي ب 40 في المائة. لكن المثير للقلق والتوجس والتفكير، هو ما نشرته بعض الصحف الإسبانية أخيرا، حول تزايد اهتمام التيارات الشيعية بهذا الانتشار المتزايد للإسلام في إسبانيا، مما دفعها إلى العمل على نشر الأفكار الشيعية في المملكة الإسبانية. وأكدت نفس المصادر الإعلامية الإسبانية، أن إيران رصدت ميزانية ضخمة لجمعية أهل البيت الشيعية- التي تأسست بدولة العراق، و تتوفر أيضا على مقر مركزي في العاصمة البريطانية لندن، وتتلقى الدعم مباشرة من المرشد الإيراني آية الله السيساني أعلى سلطة دينية شيعية- بغية العمل على شراء مؤسسة تعليمية قديمة في العاصمة مدريد، لتحويلها إلى مركز ثقافي كبير بهدف نشر التشيع بإسبانيا.