اعتادت إيمان التي مازالت لم تتجاوز سن الثامنة من عمرها اللعب مع أصدقائها الصغار من أبناء العمارة التي تقطنها بأحد أحياء مدينة سلا ، وكانت إيمان اليتيمة الأب ، والتي تعيش وحيدة مع أمها زهراء الأستاذة بالتعليم الثانوي ، معتادة على الخروج رفقة أصدقائها كل مساء بعد عودتهم من المدرسة واللعب في حديقة صغيرة وسط الإقامة التي يقطنون بها . ومساء أحد أيام الأسبوع وبعد رجوعها من المدرسة ، لم تجد إيمان أمها في البيت مما اضطرها إلى الانتظار أمام باب العمارة علها تجد من تلعب معه من أصدقائها ريتما تصل أمها إلى البيت ، وبينما هي تنتظر إذ طلب منها قيم عمارة المسمى المهدي والذي يبلغ من العمر 57 سنة ، أن تجلس إلى جواره في كرسي اعتاد أن يضعه أمام باب العمارة حتى يكون رهن إشارة سكانها . فجلست إلى جواره الطفلة إيمان وبدء يداعبها وفي آن الوقت يتحسس أطرافها ، دون أن تدري الطفلة البريئة خلفيات مداعبته، واستمر في تحسسه لها إلى أن قادته غريزته لاختطاف إيمان البريئة حيث حملها بسرعة البرق ، نحو شقته التي منحها له سكان العمارة في الطابق الأرضي مستغلا غياب زوجته وابنيه الذين كانوا مسافرين في ذلك اليوم ، وهكذا استطاع الوحش الآدمي اغتصاب طفولة إيمان البريئة، حيث بعد أن اختطافها باشر المعتدي شذوذه عليها، متسببا لها في حدوث نزيف دموي حاد، على مستوى دبرها وجهازها التناسلي. وأمام صراخ الطفلة البريئة، ومخافة انكشاف أمره، شغل المعتدي جهاز المذياع وعمل على الرفع من إيقاع الموسيقى، حتى لا يفطن لصراخ إيمان أحد، ولاستمرارها في الصراخ، ومخافة افتضاح أمره، حاول التخلص منها بعدما قضى وطره منها ، إذ لكمها بقوة جعلتها تفقد وعيها ، وحملها بين يديه كالدمية، إلى أن قذف بها أمام باب شقة أمها ظنا منه أنها قد فارقت الحياة . و لحسن حظ الطفلة أن أحد جيرانها خرج بعد ثوان ليجدها مضرجة في دمائها . وسارع إلى طلب الإسعاف و إخبار رجال الأمن وكذا أمها التي حضرت للتو . وانتقلت رفقة ابنتها نحو قسم المستعجلات بمستشفى الأطفال في الرباط ليتم تقديم الإسعافات الأولية لها وإنقاذها من موت محقق بعد أن انهمرت منها كمية كبيرة من الدم . بعد استعادتها وعيها وجدت إيمان رجال الأمن في انتظارها ليعرفوا تفاصيل ما وقع لها ، وأخبرتهم بذلك ليقوم رجال الأمن بإلقاء القبض على الجاني بعدما وجدوه يتأهب للهرب، وتسليمه للعدالة التي أدانته بأربع سنوات حبسا نافذا . وقد كانت تلك الحادثة بمثابة صدمة عنيفة اهتزت لها مشاعر الضحية، وهي تذرف دمعا، تذكرت بحزن وألم عميق ما تعرضت له. عائلتها الصغيرة بدورها، لم تستفق من هول الصدمة، إذ لم تستطع تصديق ما حدث.