من فوائد الممارسة الديمقراطية التي يعمل المغرب جاهدا على ترسيخها من خلال الانتخابات الجماعية والجهوية لليوم الجمعة،أن حرارة الحملة التي سبقت هذه الاستحقاقات،ووطنية الصحراويين الوحدويين بأقاليمنا الجنوبية،أخرست أنشطة انفصاليي الداخل الموالين لجبهة البوليساريو. في هذا الصدد، اعتبرت مصادر «العلم» أن الصحراء أصبحت «منطقة خالية من الانفصاليين إلى أجل مسمى»، في مفارقة عجيبة جعلت حتى الأبواق الإعلامية للجبهة الانفصالية المحسوبة، على الداخل تجمد كافة أنشطتها. وجاء في بيان دعم لمؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا ب»فورساتين»، أن صفحات «فيسبوك» الخاصة بنشطاء انفصاليين معروفين سجلت مشاركات وإعجابات بصفحات مرشحين محليين يتنافسون للفوز في الاستحقاقات الانتخابية لليوم الجمعة، بكل من مدن العيون والسمارة وبوجدور والداخلة. وأكد المنتدى أن الحدث الانتخابي، فضح جبهة البوليساريو، التي من المفروض أن تجند كافة هياكلها وأذرعها الإعلامية والسياسية لإنجاح محطة مهمة بالنسبة لها تتمثل في تنظيم ما تسميه مؤتمرها الرابع عشر، المنتظر تنظيمه خلال دجنبر المقبل، وكشف للعالم انحسار أعدد أنصارها في الداخل. وقال نفس البيان، إن مجرد إعلان انتخابات عادية في مسار المغرب الديمقراطي وتعزيز الجهوية المتقدمة في إطار تنزيل الدستور، جعل البوليساريو تفقد أنصارها وحلفاءها وحشودا ظلت تتبجح بوجودهم. وأبرز أن الاهتمام القوي بالحدث الانتخابي حتى بين من يفترض أنهم أنصار الجبهة الانفصالية، كان كافيا لكشف حقيقة عدد أتباع البوليساريو المزعومين بالأقاليم الجنوبية،ومدى ولائهم لقيادتها. في هذا الإطار، يرى مراقبون أن الانتخابات كشفت بالدليل القاطع،أن جبهة البوليساريو الانفصالية لا تملك وجودا مؤثرا في الساحة الجنوبية للمغرب، مضيفين أن جبهة البوليساريو تعيش أزمة داخلية غير مسبوقة، دفعت زعيمها للإعلان عن نيته التنحي عن قيادتها رغم تشكيك أنصاره. كما كشفت مصادر مطلعة عن استمرار الصراعات داخل جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر،مع انتشار الإشاعات عن استعداد زعيمها محمد بن عبد العزيز للتنحي عن قيادتها. حيث تطور الصراع ليشمل اللجنة المشكلة للإشراف على التحضير لمؤتمر البوليساريو المقبل. وفي نظر المحللين،فإن هذه الأحداث المتسارعة على مستوى بنية قيادة البوليساريو تعكس حجم التخبط والمأزق الذي تعرفه الجبهة الانفصالية، التي تؤكد الشواهد من أكثر من دولة في العالم على أن مصيرها إلى زوال مثل عدد من التنظيمات التي اختارت العنف نهجا لتحقيق مطالبها الانفصالية في عدد من دول العالم.