كشف وزير الداخلية محمد حصاد أن قرابة ربع المغاربة الملتحقين بصفوف داعش قتلوا وأكد أن السلطات الامنية فككت 30 «خلية ارهابية» منذ عام 2013 أي بمعدل نحو خلية في الشهر. وبسط حصاد أول أمس الاثنين أمام ممثلي وكالات الأنباء العالمية حجم تغلغل الفكر الداعشي المتطرف بالمملكة حيث أبرز أن 1350 مغربي التحقوا بالجماعات الاسلامية المتطرفة بالشام و بلاد الرافدين منذ نهاية العام 2013 توفي منهم نحو 286 . وشدد وزير الداخلية في مداخلة أمام الصحفيين أن المملكة نجحت في سياستها الاستباقية في تفكيك الخلايا «الإرهابية» مضيفا أن المغرب عمد إلى اللجوء إلى رجال دين يشرحون للناس أن الأمر «لا يتعلق بجهاد وأن هذا ليس بالإسلام الحقيقي» في إشارة الى «خطة دعم» المساجد لمواجهة «التطرف الديني» التي ترأس جلالة الملك مراسم وضع برنامجها قبل سنة و التي تنبني على تحصين المساجد من أي استغلال والرفع من مستوى التأهل لخدمة قيم الدين استنادا إلى مبادئ «المذهب المالكي «السائد في المملكة وإلى تفعيل عقيدة المغرب التي ترتكز على العقيدة الأشعرية التي لا تقبل التكفير»، وتثبيت المذهب المالكي الذي استوعب كثيرا من عمل أهل المغرب، وكذلك إقرار السلوك الروحي الداعي إلى محاسبة النفس والتربية على المسؤولية. حصاد أوضح أن عددا من الدول الغربية لم تفهم في البداية هذه السياسة، لكن عددا منها أشادت بها وبدأت بالفعل في نهجها مقرا أن المغرب يعتبر «التهديد من قبل الجماعات المتطرفة حقيقيا و أن السلطات العمومية تعمل جاهدة كي لا يتحول هذا التهديد إلى واقع». وعلاقة بالموضوع أكد المدير العام للمرصد الفرنسي للدراسات الجيو- سياسية،شارل سان برو، أن المغرب يفرض نفسه كقوة دبلوماسية لا محيد عنها جنوب المتوسط،ورائداللإسلام الوسطي في المعركة ضد المشعوذين والمتعصبين والإرهابيين من مختلف الجماعات السياسية والدينية، مبرزا أن المملكة استطاعت السير ضمن مسار محدد لمواصلة التنمية الشاملة. وما فتئت وزارة الداخلية تكشف في كل مناسبة عن وجود تهديدات «جدية» و»لائحة اغتيالات» تستهدف شخصيات سياسية وأمنية ودينية مغربية تخطط لها تنظيمات متشددة في سوريا والعراق، موازاة مع تنفيذ مخطط إستراتيجية تعامل أمنية محكمة للتعامل مع هذه التهديدات ضمن مبادرة استباقية أثبتت مع مرور الأيام وتوالي الأحداث فعاليتها ونجاعتها في بيئة إقليمية ودولية جد حساسة و كانت محط تنويه وإشادة بالعديد من الدول والحكومات و المنظمات المتخصصة . وما فتئت وزارة الداخلية تكشف عن معطيات حساسة بشأن المخاطر الأمنية التي تواجه المغرب، وبشأن عزم المنظمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش استهداف أمن وإستقرار المملكة. وقد حققت السياسات التي اتبعتها المملكة لمكافحة الإرهاب نتائج ملموسة ما فتئت تثير الاعجاب و الاشادة على الصعيد الدولي و مثل النهج الشامل الذي اتبعه المغرب لمكافحة التطرف والعنف داخل حدوده نموذجًا يحتذى به لدول المنطقة بشهادة العديد من الدول و الحكومات. وواصلت الأجهزة الأمنية المغربية بمختلف تلاوينها خلال العشرية الأخيرة ومنذ أحداث 16 ماي الأليمة بكفاءة محاربتها للإرهاب حيث تمكنت من تفكيك عشرات الخلايا الجهادية التي تنشط في سرية في بعض مدن المملكة، إضافة إلى جهودها الحثيثة في اقتلاع خلاياه المتنامية. ومكنت الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قادها جلالة الملك منذ إعتلائه العرش من تجاوز الاضطرابات الثورية العنيفة والقمع الذي عانت منه بعض الدول المجاورة للمملكة ومكنت المغرب من مواجهة الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها منطقة المغرب العربي والساحل ومن خلق جبهة داخلية موحدة ترفض كل أشكال التطرف وترفضه.