اعلن ضياء الكناني ، قاضي التحقيق في قضية الصحافي العراقي ، منتظر الزيدي، الذي رشق الرئيس الاميركي جورج بوش بحذائه, بدء جلسات محاكمة الصحافي ، يوم الاربعاء 31 دجنبر, بعدما انتهت جلسات التحقيق. واكد الكناني في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان ""مرحلة التحقيق انتهت ، وبدأت مرحلة ثانية ، وهي احالة القضية الى محكمة الجنايات المركزية "". واضاف ان ""التحقيق لم يغير طبيعة التهمة الموجهة ضد منتظر, وستجري المحاكمة ضمن مسؤولية المحكمة الجنائية المركزية"". واشار الى ""عدم احالة القضية الى محكمة اعتيادية لانه لم يقدم الينا طلبا بهذا الخصوص"". واشار الكناني الى ""موافقة الصحافي منتظر على عرض قدمته المحكمة ، بتقديم شكوى ضد رجال الامن الذين اعتدوا عليه"". مؤكدا ان ""منتظر وافق على تقديم الشكوى واخذنا اقواله وقدمنا تقريرا طبيا اثبت وجود اثار اعتداء على وجهه"". وشدد على ان المحكمة ""سوف تقدم طلبا الى مجلس الوزراء لاحضار المعتدين ، واتخاذ الاجراءات اللازمة"" لمحاسبتهم. وقال ضياء السعدي ، نقيب المحامين العراقيين ، ورئيس فريق الدفاع عن منتظر ، لوكالة فرانس برس ،ان ""الصحافي قد تقدم بشكوى ضد الاشخاص الذين قاموا بضربه والاعتداء عليه ، وهم من المنتسبين للدائرة الامنية التابعة للمركز الاعلامي"" الحكومي. ويحاكم الصحافي بتهمة ""الاعتداء على رئيس دولة اجنبية اثناء زيارة رسمية"" بموجب الفصل223 من القانون الجنائي العراقي ، وهو ما يجعله عرضة لحكم بالسجن من5 الى15 عاما في حال ثبتت المحكمة تهمة ""الاعتداء الموصوف"" بحقه، بيد ان المحكمة يمكنها ان تعتبر الامر ""محاولة اعتداء"" ، وهو الجرم الذي يعاقب عليه بالسجن من عام الى خمسة اعوام. وأضاف السعدي ، إن الزيدي نفى تقديمه اعتذارًا لبوش. وأضاف السعدي , الذي التقى موكله لأول مرة لمدة نصف ساعة في المنطقة الخضراء , أن الزيدي أكد له "أنه لم يعتذر لبوش, وليس واردا أن يفعل ذلك , لا الآن ولا مستقبلا"، وأن "المقصود برمي الحذاء هو بوش وليس أي أحد غيره". وأكد السعدي أن التقارير الطبية تشير إلى أن الزيدي تعرض للضرب، حيث كُسرت إحدى أسنانه , وأصيب بنزيف في عينه اليسرى, وبكدمات في جسده. وقد قرر قاضي التحقيق إحالته إلى المحكمة الجنائية بتهمة الاعتداء على رئيس دولة أجنبية. وفي السياق ذاته , روى عدي الزيدي, الشقيق الأكبر للصحفي العراقي منتظر، تفاصيل زيارته لشقيقه في أروقة المحكمة الجنائية العراقية بعد أكثر من أسبوع من اعتقاله. وقال عدي الزيدي , في مقابلة مع تلفزيون البغدادية, إنه أمضى ساعة ونصف مع شقيقه في غرف المحكمة، مشيرا إلى أنه "قبل يده ليكون أول شخص يقبل اليد التي ضربت الرئيس الأميركي جورج بوش". ونقل عدي عن شقيقه قوله إنه تعرض للضرب من قبل عناصر حماية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي , حتى فقد الوعي. وأضاف أن الزيدي أكد له "أن عناصر الحماية نقلوه إلى مكان مهجور في المنطقة الخضراء ، وبدأوا ضربه بأسلاك كهربائية, وهم يسألونه من هي الجهة التي كلفتك بهذا العمل ، فأجابهم الشعب العراقي هو الذي كلفني , فقالوا له لا تكن وطنيا". وأوضح عدي أن شقيقه أكد له أنه تعرض للصعق بالكهرباء, والرش بالماء البارد , وخلع ملابسه أثناء التحقيق. وتابع يقول بعد ذلك "جاءني مسؤول من الحكومة , وقال لي لماذا فعلت ذلك؟ فقلت له إذا أحس رئيس الوزراء بالإهانة, فأنا مستعد لأن أكتب خطيا للاعتذار منه. وأنا فعلت ذلك من أجل اليتامى والثكالى". وأضاف أن منتظر أبلغ السلطات القضائية بجميع تفاصيل التعذيب, وأن القاضي أمر برفع دعوى قضائية على الذين قاموا بضربه وتعذيبه أيا كانت الجهة التي يعملون لديها. وقد خرجت العديد من المظاهرات في العراق والعالم العربي للتضامن مع الزيدي والمطالبة بإطلاق سراحه.