أكد تقرير رسمي إسرائيلي ان حجم المبادلات التجارية بين المغرب و الكيان الصهيوني سجل إرتفاعا بأزيد من النصف خلال النصف الأول من السنة الجارية مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية ، و هو ما يعكس تنامي التطبيع الاقتصادي الرسمي مع الدولة العبرية منذ تنصيب حكومة السيد بن كيران ، رغم الدعوات المتعددة لايقاف كل أشكال التطبيع مع و إسرائيل ، و التي كان قياديون من الحزب الحاكم في طليعة رافعي شعاراتها و المدافعين عنها بشراسة حين كان حزب العدالة و التنمية في صفوف المعارضة . وافاد تقرير للمكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء التابع للحكومة ان المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل سجلت نموا قارب ال55 ٪ خلال الشهور الخمسة الأولى من السنة الحالية، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2014 ، حيث بلغت 14.2 مليون دولار، مقابل 9.1 مليون دولار في نفس الفترة من السنة الماضية حيث استورد المغرب ما قيمته8.3 مليون دولار، وصدّر للكيان الصهيوني ما يناهز 6 ملايين دولار من السلع . وشدد التقرير الاسرائيلي الصادر عن مؤسسة تابعة لرئاسة الحكومة الاسرائيلية أن السنة الجارية سجلت إقبالا كبيرا من الإسرائيليين على مجموعة من المنتجات الغذائية المغربية التي تم استيرادها بشكل كبير خلال العام الماضي، و خاصة تلك المصنعة من السمك والزيتون إضافة الى العطور التي تستعمل في الشعائر الدينية العبرية، و الكسكس المغربي فضلا عن الزيتون المغربي الأصلي. وبلغ حجم ما استورده المغرب من هذا البلد، وفق الإحصائيات الصادرة عن المكتب نحو 8.3 مليون دولار. و كان تقرير صادر عن نفس المصدر قد كشف قبل شهر أن 1500 سائح مغربي من أصل 14200 سائح عربي ترددوا على إسرائيل خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية محتلين المرتبة الثالثة ضمن قائمة رعايا الدول العربية الأكثر ترددا على الدولة العبرية. وشرع المكتب الاسرائيلي للاحصاء في الاهتمام بشكل كبير بالوتيرة المتصاعدة للمبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل و تطورها المسترسل التي تعكس أهميته الاحصائيات التي يعلن عنها دوريا نفس المصدر . و سبق لبيانات نفس المكتب السنة الماضية أن أبرزت أن حجم المبادلات التجارية بين الدولة العبرية والمغرب فاق 53 مليون دولار خلال سنة 2013 في مقابل 23 مليون دولار خلال سنة 2012 . و بلغ حجم الصادرات الإسرائيلية نحو المغرب خلال السنة الماضية 47 مليون دولار في حين أن حجم الصادرات المغربية نحو إسرائيل بلغ 6,2 مليون دولار خلال نفس الفترة ، و تؤكد أرقام المكتب الاسرائيلي أن منحى حجم المبادلات بين المغرب و الكيان العبري ، تطور بشكل ملحوظ بداية من سنة 2012 أي منذ تنصيب حكومة السيد بن كيران بعد أن كان مستقرا في حدود 6 ملايين دولار خلال نفس السنة . و يعكس تزايد منحى التطبيع الاقتصادي و الرسمي بين الرباط و تل أبيب ورطة البيجيدي و تعامله المصلحي الضيق مع هذا الملف الحساس ففد سبق لوفد إسرائيلي رفيع أن شارك في إفتتاح فعاليات المؤتمر الخامس للأطراف الموقعة على اتفاقية حماية حوتيات البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط والمنطقة الاطلسية المتاخمة التي إحتضنتها مدينة طنجة في نونبر 2013 . وبرز الحضور الإسرائيلي حينها بقوة من خلال وفد يمثل الدولة العبرية، كان يجلس في الصفوف الأمامية، إلى جانب شخصيات مسؤولة من مدينة طنجة و تداولت مواقع إخبارية محلية صور الوفد الاسرائيلي و راية الكيان الصهيوني موضوعة فوق الطاولة التي كان يشغلها. والغريب أن شخصيات مغربية وعربية حضرت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المذكور وصدمت بحضور الوفد الاسرائيلي الذي تعمدت الجهة المنظمة عدم الإعلان عن مشاركته مسبقا تفاديا لأي ردود فعل غاضبة في الشارع.