احتضن المقر الجديد لحزب الاستقلال بمدينة الفنيدق مساء يوم السبت الماضي الدورة العادية للمجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بإقليمالمضيقالفنيدق برئاسة الأخ كريم آيت أحمد رئيس رابطة الصيادلة الاستقلاليين ومبعوث اللجنة التنفيذية للحزب، وبحضور كل من المفتش الإقليمي للحزب الأخ طارق حيون والكاتب الإقليمي الأخ الحسن بغوس وأعضاء المجلس الوطني وكتاب وأعضاء فروع الحزب والتنظيمات الموازية وثلة من المناضلين. افتتحت هذه الدورة التي انعقدت تحت شعار:" المشاركة السياسية الفاعلة رهان النجاح في الاستحقاقات القادمة" بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، رتلها على مسامع الحاضرين المقرئ محمد الرداح، ثم الوقوف لقراءة الفاتحة ترحما على أرواح المناضلين الذين وافتهم المنية بين دورتي المجلس الإقليمي، وكذلك على أرواح فاجعة طانطان. تلتها كلمة ترحيبية للأخ الكاتب الإقليمي للحزب بعمالة المضيقالفنيدق، فعرض التقرير التنظيمي من طرف المفتش الإقليمي للحزب الذي استعرض حصيلة الأنشطة التنظيمية والإشعاعية التي نظمها الحزب وتنظيماته الشبيبية والنسائية والنقابية بالإقليم خلال الفترة مابين الدورتين، وأنهى الأخ المفتش تقريره بعرض برنامج المرحلة المقبلة،والذي ركزه حول مواصلة تجديد مكاتب الفروع الحزبية و الهيئات والمنظمات الموازية وتعميم بطائق الانخراط. ليتم بعد ذلك تلاوة التقرير السياسي من طرف عضو المكتب الإقليمي للحزب الأخ عبد السلام يمبور الذي تطرق للوضعية السياسية المزرية بالإقليم، والمتجلية في إعفاء منتخبين بسبب تورطهم في ملفات الفساد، وتفشي مظاهر الترحال السياسي، والحملة الانتخابية السابقة لأوانها التي دشنها مفسدو وسماسرة الانتخابات من خلال توزيع الأموال والمساعدات يمينا ويسارا، إضافة إلى قيام بعض الرؤساء والأعضاء في المجالس المنتخبة باستغلال مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وانتسابها إليهم كمنجزات لمجالسهم، إضافة إلى قيامهم بمنع أحزاب المعارضة من استغلال القاعات العمومية كقاعات البلدية ودور الثقافة ... أما التقرير الاقتصادي الذي تلاه الأخ محمد إبهامي عضو المكتب الإقليمي للحزب فتطرق للوضعية الحالية لقطاعات السياحة و التجارة والخدمات والصناعة و الفلاحة والصيد البحري والنقل و اللوجستيك بالإقليم، مستعرضا مجموعة من الاختلالات والمشاكل المؤثرة على ساكنة الإقليم، ومقترحا على السلطات العمومية والمنتخبة والفاعلين الاقتصاديين مضاعفة الجهود لتحقيق التنمية المنشودة و جعل الإقليم قطبا سياحيا واقتصاديا متميزا يعود بالنفع على ساكنته. أما الأخ محمد سياف عضو المكتب الإقليمي للحزب فأشار في تقريره الاجتماعي لمعاناة سكان إقليمالمضيقالفنيدق في العديد من المجالات وخاصة في قطاع التعليم والتكوين والصحة والنقل العمومي و الثقافة والرياضة والأمن ... وذكر الأخ كريم آيت أحمد مبعوث اللجنة التنفيذية بأهمية عقد اجتماعات المجالس الإقليمية للحزب، نظرا لما تتداوله من قضايا ومشاكل مرتبطة بالإقليم، سواء في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي من جهة، وتقييم العمل الحزبي والتنظيمي من جهة أخرى، مما يؤكد قوة حزب الاستقلال التنظيمية والجماهيرية كحزب يتابع عن كثب كل تحولات و إكراهات المجتمع. ثم انتقل الأخ المبعوث للحديث عن الوضعية السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد في عهد الحكومة الحالية، حيث سجل وجود تراجعات كثيرة وكبيرة على جميع المستويات خاصة من الجانب السياسي والاجتماعي، والتي ستمس حاضر ومستقبل البلاد وتضر بمصالح المواطنين، وهو ما يظهر جليا من خلال القرارات الارتجالية و اللاشعبية التي اتخذتها الحكومة على مستوى العديد من المجالات الاجتماعية، الأمر الذي كان له انعكاس وآثار سيئة على أغلبية فئات الشعب المغربي، ومنها بصفة خاصة ارتفاع الأسعار وتجميد الأجور وتوقيف التوظيف وسد باب الحوار الاجتماعي مع المركزيات النقابية واتخاذ القرارات الانفرادية في قضايا مصيرية. وهذا ما جعل حزب الاستقلال يخرج من الحكومة ويصطف في صف المعارضة للدفاع عن المواطنين والتصدي لغطرسة الحكومة الماضية في سياستها العمياء. وأنهى كلمته بالدعوة إلى تقوية تنظيمات الحزب المحلية والإقليمية من خلال الاستقطاب وتطوير آليات العمل التنظيمي وفرض الإشعاع السياسي والاجتماعي من أجل ربح المعارك والاستحقاقات المقبلة. وبعد مناقشة العروض المقدمة، والكلمة التوجيهية للأخ مبعوث اللجنة التنفيذية والإجابة عن الأسئلة والاستفسارات المطروحة من طرف أعضاء المجلس الإقليمي، قامت الأخت فاطمة الزهراء إبهامي بتلاوة البيان الختامي الذي أبرز أهم المشاكل التي يعاني منها الإقليم خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، والاختلالات التي يعرفها الإقليم على مستوى تدبير الشأن العام المحلي. واختتمت الدورة العادية للمجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بعمالة المضيقالفنيدق بترديد نشيد الحزب. وتطرق البيان في المستوى السياسي تمسك المناضلين بمغربية الصحراء، واستمرار تعبئتهم وراء جلالة الملك للدفاع عن الوحدة الترابية،وضرورة العمل على التنزيل الحقيقي لمضامين الدستور، مما يضمن ترسيخ دولة الحق و القانون و احترام الحريات و الحقوق المنصوص عليها،و يجدد جميع مناضلو الحزب تشبثهم بالوحدة الترابية ومباركتهم لخطوات جلالة الملك الهادفة إلى الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل،ورفضهم لكافة أشكال استغلال الدين لأمور سياسية وصلت حد التكفير. و على المستوى الاجتماعي والاقتصادي يسجل البيان غياب تنمية حقيقية ومستدامة بالمنطقة، مقابل الاهتمام فقط بالتنمية الاستعراضية والموسمية،ويندد بالزيادات المهولة في قطاعات الماء و الكهرباء والمواد الأساسية والمعيشية والنقل، وتفشي ظاهرة اقتصاد الريع بشكل غير مسبوق،و يعلن عن تضامنه المطلق مع كافة المطالب المشروعة لساكنة الإقليم من شغل وسكن وصحة وتعليم ويحمل الحكومة الحالية مسؤولية ما قد يترتب عن الاحتقان الاجتماعي من نتائج،ويتضامن مع نضالات كافة الفئات المعطلة ويطالب الحكومة بضرورة تفعيل جميع الاتفاقات المبرمة في هذا المجال،ويدين الانتقائية التي تتعامل بها السلطات المحلية في هدم المنازل العشوائية بحي الديزة بمرتيل،ويدعو جميع المسؤولين للبحث عن حلول جذرية وناجعة للمشاكل المختلفة التي يعاني منها ممتهنو التهريب المعيشي بالمعبر الحدودي باب سبتة،وضرورة تكثيف برامج دعم التشغيل الذاتي في المجالات الحيوية بالإقليم، مع خلق مندوبية ومفتشية للشغل بالإقليم،وضرورة الاهتمام بقطاع التعليم من خلال إحداث مؤسسات تعليمية جديدة وتوفير الموارد البشرية الكافية،وضرورة الاهتمام بطلبة التكوين المهني و الكليات بالإقليم من خلال توفير النقل الحضري،وضرورة الاهتمام بقطاع الصحة من خلال إنشاء مراكز صحية جديدة وتوفير الموارد البشرية الكفيلة بسد الخصاص المزمن، على سبيل المثال:إخراج المستشفى المحلي بمرتيل و المركز الصحي بحي كنديسة إلى الوجود،وتوفير طبيب دائم في مركز بليونش،والاستغلال الأمثل للأجهزة الطبية الموجودة بتوفير أطر متخصصة،وضرورة استغلال المؤهلات السياحية للإقليم وتطوير المنتوج من خلال النهوض بالموروث الثقافي والصناعة التقليدية المحلية و الاهتمام بالسياحة الجبلية. وفي الشان الثقافي والرياضي والبيئي طالب البيان بضرورة دعم الدولة للتجهيزات الرياضية وكذا الفرق الرياضية خاصة في مجال التأطير والتكوين وخلق المزيد من الملاعب الرياضية،ورفع الحصار الذي تتعرض له أنشطة الجمعيات الجادة، والإقصاء الممنهج للقوى الحية والغيورة بالإقليم من المشاركة في المشاريع التنموية. وعلى المستوى الملك العمومي يشجب "اغتصاب" المحمية الطبيعية الدولية مرجة أسمير وإبادتها عن آخرها وتحويلها إلى (شاليهات) وفيلات للمحظوظين،ويندد باستمرار السطو الممنهج على الملك العمومي البري والبحري والغابوي ( نهب الرمال وبيعها أمام أعين المسؤولين – اغتصاب المحميات الطبيعية – تدمير البيئة – السطو على المقابر- إتلاف الغابات – محاولات احتلال غابة كدية الطيفور وتدميرها- السطو على الأراضي السلالية- البناء فوق الملك العام البحري... وفي ظل هذا الوضع المزري الذي يعرفه إقليمالمضيقالفنيدق، فإن المجلس الإقليمي للحزب يدعو جميع الغيورين إلى الوحدة والتضامن لفضح كل الخروقات والتنديد بها، والوقوف صفا واحدا في وجه سياسة الإقصاء والتهميش التي تتعرض له القوى الحية والغيورة بالإقليم. واتخاذ كافة الخطوات النضالية المشروعة لمواجهة كل المخططات الاستفزازية التي يتعرض لها السكان والملك العمومي بالإقليم، ويحمل مسؤولية هذه الأوضاع الكارثية لكل الجهات المسؤولة محليا وإقليميا ووطنيا. وختاما فان المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بعمالة المضيقالفنيدق يعرب عن تضامنه ودعمه اللامشروط لكل الخطوات التي تتخذها قيادة الحزب في شتى المجالات، كما أنه يدين كل ما يمارس ضد حزبنا ضمير الأمة من أجل إسكات صوت الحق، وينوه المجلس بالمجهودات التي يبذلها منتخبو الحزب كل حسب موقعه من أجل الإسهام في تنمية البلاد.