أزاح مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي النقاب مجددا عن حجم المبادلات التجارية القائمة بين المغرب وإسرائيل، كاشفا عن أرقام صادمة تبرز قوة تنامي وتيرة العلاقات التجارية بين الرباط وتل أبيب في ظل صمت حكومي غير مفهوم. وفي هذا السياق،أعلن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي في تقريره الشهري الصادر مؤخرا عن ما وصفه بعودة الانتعاش لحجم المبادلات التجارية بين المغرب والدولة العبرية لتبلغ نسبة الصادرات المغربية إلى إسرائيل 140 في المائة ،فيما شهدت أرقام الواردات ارتفاعا قويا بلغ نسبة مائة في المائة،وذلك فقط خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري. وحسب التقرير المذكور دائما، فقد استقرت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين في الفترة ما بين يناير وفبراير المنصرمين في 7،4 مليون دولار، حيث جاء في جدول المنتجات التي شملتها المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل سنة 2014 أن المواد الكيميائية غير العضوية نالت حصة الأسد من حجم هذه المبادلات لتشكل زهاء 44 في المائة من مجموع الصادرات الإسرائيلية نحو المملكة. وبلغت قيمة صادرات القطاع الفلاحي لدولة إسرائيل نحو المغرب والتي تتمثل أساسا في الآليات الفلاحية المخصصة للأغراض الفلاحية والبستنة ما يناهز 1.92 مليون دولار،فيما ناهزت القيمة الإجمالية لصادراتها من اللدائن ومصنوعاتها زهاء 1.36 مليون دولار. وكشف التقرير أن الكيان الإسرائيلي قام بتصدير ما يناهز 6 ملايين دولار من المنتجات الكيماوية المتنوعة نحو المغرب، في الوقت الذي استورد فيه الأخير ما مجموعه 123 ألف دولار من أجهزة التكييف وآليات التحكم في درجات الحرارة والرطوبة، و22 ألف دولار من الآليات والمعدات المختبرية الخاصة بالتجفيف والتبخير وسخانات المياه الآنية. كما صدرت إسرائيل للمغرب ما قيمته 30 ألف دولار من أجهزة الراديو للتحكم عن بعد، و246 ألف دولار من الآلات والمعدات الكهربائية ومنتجات الصوت والتليفزيون، منها 23 ألف دولار لأجهزة الهواتف النقالة، و184 ألف دولار لآليات استقبال وتحويل الإرسال. وكانت المعاملات التجارية بين البلدين قد بلغت العام الماضي، ما يناهز 17.2 مليون دولار، مقابل 61.2 مليون دولار في سنة 2013، كما صدرت إسرائيل إلى المغرب أيضا نحو 50 طنا من الملابس، بقيمة 259 ألف دولار خلال العام الماضي. وفي هذا السياق، وعن طبيعة العلاقات التجارية المبهمة القائمة بين المغرب وإسرائيل، قال محمد بنجلون أندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني،أن المؤكد هو وجود علاقات تحت الغطاء بين المغرب والكيان الصهيوني،مشددا على أنها علاقات ليست فقط قائمة بل يمكنها أن تكون متينة أيضا. واعتبر أندلسي في تصريح للعلم أن نمو العلاقات الاقتصادية بين الرباط وتل أبيب هو استخفاف واستغفال سواء بالنسبة للمواطنين أو بالنسبة لميزانية الدولة، مذكرا بهذا الخصوص، بكون فرق المعارضة داخل البرلمان سبق لها أن تقدمت بمشروع قانون يتم بموجبه تجريم التطبيع، غير أن هذا المشروع تم إقباره بتدخل مما وصفها بالأجهزة واللوبيات ليدخل دائرة النسيان. وحذر رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني من مغبة التمادي في استغفال المغاربة،خصوصا من خلال التطبيع مع كيان غاشم،وهو ما اعتبره مؤامرة تحاك ضد الشعب المغربي وضد ثوابته المتمثلة في اعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية وطنية ولا يمكن التفريط فيها بالارتماء في أحضان العدو من خلال تطبيع العلاقات معه على المستويات كافة. من جانبه، أطلق أحمد وبيحمان،رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، صرخة استغاثة لإيقاف نزيف التطبيع المتواصل مع الكيان الصهيوني، معتبرا أن الاختراق الإسرائيلي لبلادنا لم يعد في مستوى التسللات والمخاتلات بل أصبح مشروعا،وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حارقة. وقال ويحمان في تصريح للعلم أن الاختراق الصهيوني بات خطرا حقيقيا يتهدد المغرب، مؤكدا في هذا الاتجاه على أنه إذا كان عملاء الكيان الصهيوني يتسترون ويبذلون جهدا كبيرا لاكتشافهم في بلدان أخرى،إلا أنهم في المغرب مكشوفون ويعملون تحت الشمس بعد أن كانوا في الظل. ولم يفت رئيس المرصد المغربي للتطبيع أن يندد بما وصفه اختراقا مكشوفا للكيان الصهيوني للنسيج الاقتصادي المغربي،مشددا على أن السيل قد بلغ الزبى ولا يمكن الاستمرار في هذا الوضع.