دعا المشاركون في المؤتمر العالمي الثالث للباحثين في القرآن الكريم وعلومه الذي اختتمت أشغاله نهاية الأسبوع بفاس الجامعات في بلدان منظمة التعاون الإسلامي إلى توجيه البحث العلمي في الدراسات العليا لخدمة مشاريع النهوض العلمي للأمة ولا سيما في مجال القرآن الكريم وعلومه . وطالب البيان الختامي الذي صدر في ختام أشغال هذا المؤتمر العالمي الذي تمحور حول موضوع " بناء علم أصول التفسير .. الواقع والآفاق " إلى ضرورة العمل على تخصيص وحدات للماستر والدكتوراه في أصول تفسير القرآن الكريم بمختلف الجامعات وذلك من اجل النهوض بمشاريع البحث العلمي في هذا المجال. وأكد البيان الختامي لهذا الملتقى الدولي الذي حضره العديد من العلماء والباحثين والمتخصصين من المغرب والخارج على ضرورة التعاون بين الباحثين أفرادا ومؤسسات على إنجاز مشاريع النهوض العلمي للأمة ومنها مشروع تكميل بناء علم أصول التفسير. وأبرزت التوصيات التي أصدرها المشاركون في هذا المؤتمر العالمي أهمية تكوين لجنة علمية تنكب على بحث ودراسة مختلف العروض التي تم تقديمها خلال جلسات هذا الملتقى العلمي وكذا حصر نتائج ورشاته في أفق جمع ما تفرق وتقديم مشروع متكامل لعلم أصول التفسير المنتظر. وشددت هذه التوصيات على ضرورة أن يهتم العلماء والباحثون بمختلف الجامعات ومؤسسات البحث العلمي بالبلدان الإسلامية بالأصول المقاصدية والسنية والعقلية لما يلاحظ من تقصير في العناية بها مع العمل على تخصيص كل أصل من أصول التفسير بورشة أو ورشات علمية خاصة بالمتخصصين والمهتمين. كما ألحت على ضرورة إعداد معاجم مصطلحات القرآن الكريم وعلومه مع التعجيل بطبع أعمال المؤتمرين العالميين الثاني والثالث للباحثين في القرآن الكريم وعلومه. وكان المشاركون في هذا المؤتمر العلمي الذي نظمته مؤسسة البحوث والدراسات العلمية ( مبدع ) بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء قد ناقشوا على مدى ثلاثة أيام مختلف القضايا والإشكالات التي يطرحها بناء علم أصول التفسير الذي أضحى اليوم يشكل أحد أهم أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية . كما بحث المشاركون في هذا الملتقى الدولي الذي نظم بتعاون وتنسيق مع مجموعة من الهيئات والمنظمات الإسلامية واقع علم أصول التفسير سواء في الماضي او الحاضر مع استشراف آفاقه في محاولة منهم لوضع لبنة مشتركة لتوحيد الجهود استجابة لحاجة الأمة الإسلامية، وسعيا إلى وضع منهجية علمية متكاملة لبناء هذا العلم من أجل ضبط الفهم السليم للقرآن الكريم والاستنباط الصحيح منه. وناقش المؤتمر من خلال مقاربات أكاديمية وعلمية أنجع التصورات لحصر كافة الأصول التي لابد من مراعاتها لضمان الفهم السليم والاستنباط السليم للقرآن الكريم والمتمثلة بالخصوص في الأصول النقلية لتفسير القرآن الكريم والأصول اللغوية والدلالية والعقلية والمقاصدية وغيرها. ومن بين المواضيع التي بحثها المشاركون في إطار الجلسات العلمية لهذا الملتقى " مفهوم أصول التفسير " و " الأصول النقلية لتفسير القرآن الكريم " و " الأصول اللغوية لتفسير القرآن الكريم " إلى جانب " الأصول الدلالية لتفسير القرآن الكريم " و " الأصول السنية والعقلية لتفسير القرآن الكريم " . وموازاة مع هذه الجلسات العلمية عرف المؤتمر تنظيم عدة انشطة منها ورشات علمية للمتخصصين وعقد لقاءات بين الباحثين لدراسة بعض المشاريع والمقترحات الخاصة بتفعيل والنهوض بالدراسات القرآنية إضافة إلى تنظيم حلقات بحثية ومعرض للكتب. يشار إلى أن المؤتمر العالمي الثالث للباحثين في القرآن الكريم وعلومه الذي حضره العديد من العلماء والباحثين والمتخصصين في الدراسات القرآنية والشرعية من المغرب وبعض الدول الإسلامية استهدف بالخصوص حصر جهود العلماء في أصول التفسير وتصنيفها وتقويمها مع توظيف هذه الجهود في بناء علم أصول التفسير إلى جانب وضع منهجية علمية متكاملة اعتمادا على مفاهيم التفسير والتأويل والبيان .