تأخر فوز يحيى قلاش بمنصب نقيب الصحفيين أربع سنوات، فهو كان الأجدر به فى انتخابات 2011، لكن مناورة فعلها الإخوانى صلاح عبد المقصود وكيل النقابة وأطراف أخرى يوم الانتخابات أهدت الفوز ل«ممدوح الولى»، لتذكر الجميع بمباراة كرة قدم يلعبها فريق بمهارة فائقة، لكن الفريق المنافس ورغم أدائه السيئ يخطف الفوز بهدية من حكم المباراة. فوز «قلاش» أول أمس هو بحق تكريم لشخص صرف عمره المهنى نقابيا رائعا من أجل مصلحة المهنة والصحفيين، وواصل دوره منذ أن أصبح عضوا فى مجلس النقابة لأول مرة عام 1995 بكل إخلاص، وأهم ما تميز به أنه تلميذ وأستاذ فى آن واحد فى مدرسة «الثبات على المبدأ»، لم يتلون، ولم يخفِ انتماءاته، ولم يسخر تواجده النقابى من أجل التربح الشخصى، ولذلك فهو من سلالة نقابيين عظام مثل أحمد بهاء الدين وكامل زهيرى وجلال عارف. تميز دائما بأنه «فى ضهر» أى صحفى يتعرض لمحنة، ولم يتلبس بجريمة نفاق نظام مبارك فى عز جبروته، ولعلنا نتذكر الدورة التى حشد فيها «حبيب العادلى» وزير الداخلية ولجنة السياسات برئاسة جمال مبارك كل أسلحتهم لإسقاطه، وكان «أحمد موسى» وقتها فى برنامج «القاهرة اليوم» مع «عمرو أديب» يحرض ويبشر بسقوطه، لكنه نجح رغما عنهم، وبإرادة لصحفيين تعاملوا مع معركته كرمزية ضد الفساد. كانت معركة أمس الأول حتى نفهمها فى سياقها الأوسع تعبير عن الرغبة القوية فى التغيير، فهكذا كان المزاج العام للصحفيين، ووجدوا فى «يحيى» التعبير الحقيقى عنهم فى هذه الظروف، ولم تنجح محاولات بعض رؤساء تحرير الصحف القومية فى الوقوف ضد هذه الموجة، ومن الضرورى أن يكفوا عن تلك المحاولات التى تذكرنا بتدخلات نظام مبارك فيها، وتم تفسيرها فى معركة «قلاش وضياء» على نحو أن السلطة تريد هذا وترفض ذاك، وبالتالى يتم تحميل السلطة أشياء هى فى غنى عنها، وربما تكون من الأصل غير صحيحة. وأخيرا وبالرغم من أننى منحت صوتى ليحيى قلاش، لكن وعلى عكس آخرين أعتز برأيهم لست ممن يرون أن ضياء رشوان كان نقابيا سيئا فهو اجتهد وأفاد وأخطأ، فتمهلوا فى تقييمه. نقلا عن اليوم السابع