سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شبكات لتجنيد المقاتلين تسهل التحاق مئات الجزائريين ب"داعش": مناطق تتحوّل إلى بؤر للعملية والجزائرية تكثف إجراءاتها الأمنية على الحدود التونسية والليبية
انضمت الجزائر إلى قائمة الدول التي تموّل تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراقوسوريا بالمقاتلين المتشددين، وكشفت السلطات مؤخرا عن بعض الشبكات التي تتولى تجنيد شبان جزائريين بينهم فتيات وترسل بهم إلى التنظيم في سوريا. وكشفت مصادر إعلامية، أن مئات من الشباب انتقلوا إلى سوريا سواء عبر تونس باتجاه تركيا، أو عبر عواصم أوروبية باتجاه تركيا التي تعتبر البوابة الوحيدة لتهريب مقاتلي التنظيم المتشدد. يأتي هذا فيما تقلل السلطات من وجود داعش خاصة بين المجموعات السلفية التي تنشط بحرية في الجزائر. وأوقفت قوات الأمن في ولاية عنابة القريبة من تونس في الآونة الأخيرة شابا (23 سنة) كان متجها إلى تركيا بغاية الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا. وقالت مصادر محلية إن العملية تمت في مطار عنابة (600 كلم شرقي العاصمة)، بعد أسابيع من تعقب تحركات الشاب الذي اعترف أثناء التحقيق برغبته في السفر إلى تركيا من أجل الالتحاق بالتنظيم، كاشفا عن أن له شقيقا قياديا في التنظيم بسوريا. وكشفت المصادر عن أن العديد من محافظات الشرق الجزائري، على غرار عنابة، الطارف، الوادي، خنشلة وأم البواقي، صارت محطة لالتحاق مئات الشبان الجزائريين نحو سوريا وليبيا ثم القتال في صفوف تنظيم داعش. وتعقبت مصالح الأمن منذ أسابيع عددا من خلايا التجنيد التي تعكف على تعبئة شباب لا يتعدون العقد الثالث من أعمارهم، وصارت الرحلات الجوية التي تربط الجزائربتركيا أو الجزائربتونس ثم تركيا من أجل الدخول إلى سورياوالعراق الخط المفضل لدى شبكات التجنيد. وتجري مصالح الأمن بمحافظتي خنشلة وأم البواقي، منذ أسابيع تحقيقات مكثفة وعميقة، بعد توصلها لمعلومات تفيد بالتحاق أكثر من عشرين شابا من بلدات تابعة للمحافظتين، قد اختفوا منذ مدة ولا يستبعد التحاقهم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، عبر دول أوروبية ثم تركيا، ليتم الاتجاه بعدها نحو سورياوالعراق، وأن من بين المختفين شبانا مقيمين بأوروبا ومنهم فتيات. وتابعت المصادر أن فتيات مبحوث عنهن وتتراوح أعمارهن بين (19 و25 سنة) يرجح أنّهن التحقن بتنظيم داعش تحت عنوان "جهاد النكاح"، مبرزة أن الفتيات المعنيات ترجع أصولهن إلى عائلات جزائرية مقيمة في مدن فرنسية مثل تولوز وغرنوبل وسانت إيتيان، وأنهن لا يدرسن ولا يعملن. ويبدو أن خلايا التجنيد تفطنت لأمر المراقبة الدقيقة لرحلات الجزائر نحو تركيا لذلك تكون قد اتخذت وجهات أخرى إلى عدة عواصم أوروبية كروما وباريس قبل التحول إلى إسطنبول، وذلك للتمويه وتعقيد مهمة مصالح الأمن في مراقبة أنشطة هذه الخلايا. وعزت المصادر تركيز خلايا التجنيد على المناطق الشرقية للبلاد، لقربها الجغرافي من تونس وليبيا اللتين تعدان مصدرا مهما للتجنيد والتعبئة، لا سيما وأن ولاية تنظيم داعش في درنة الليبية تعد من أنشط الولايات التي أعلنت ولاءها للتنظيم، في ظل انهيار الدولة في طرابلس والانتشار الكبير لفوضى السلاح. في هذا الصدد، يعتبر خبراء أمنيون أن الخلايا النائمة لمختلف التنظيمات المسلحة، المنتشرة في مختلف الدول العربية والأوروبية، تشكل تحديات كبيرة للمنظومات الأمنية والعسكرية للدول المحاربة للإرهاب. وقال الضابط السابق والخبير الأمني رمضان حملات في تصريح ل"العرب" إن تفكيك شبكات الدعم والتجنيد السرية من حين إلى آخر، ينمّ عن نجاح، لكن يبقى التكيف مع الأساليب المبتكرة واجبا. وأكد أن الأحداث تكشف أن التوظيف الجغرافي لداعش صار قائما على محور شرق الجزائر والغرب التونسي والجنوب الليبي، كقاعدة خلفية قبل التوجه إلى سورياوالعراق انطلاقا من تركيا.