أعلنت السلطات الاسبانية في بيان لها نشرته الأسبوع الماضي عن تمكن الحرس المدني من تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات من شمال المغرب إلى اسبانيا، وذلك باستعمال طائرات الهليكوبتر، مضيفة ان التحقيقات المعمقة أسفرت عن توقيف 19 شخصا ينتمون لهاته الشبكة، والذين تتوزع جنسياتهم بين اسبانية والمغرب، وبعض الدول الأوربية الأخرى . وحسب ذات المصادر فان التحقيقات انطلقت في شهر يناير الماضي عقب تحطم طائرة الهليكوبتر بضواحي مدينة ملقا الاسبانية، والتي كانت محملة بحوالي طن من المخدرات، وعلى متنها شخصان لقيا حتفهما جراء الحادث . وأفضت التحقيقات الأولية حينها إلى كون طائرة الهليكوبتر، من نوع " بي او 105" أقلعت من مدينة قادس بجنوب إسبانيا على علو منخفض نحو التراب المغربي، حيث قامت بشحن المخدرات من ضواحي مدينة العرائش لتعود أدراجها نحو ملقا . وكان حادث تحطم الطائرة، حسب السلطات الاسبانية الخيط الذي تتبعته عناصر الحرس المدني لتفكيك هذه الشبكة الدولية، حيث أسفرت عملية المداهمة التي تمت بشكل متزامن مع ضبط حوالي طن من المخدرات في المخازن التي كانت تستعملها عناصر هاته الشبكة الإجرامية عن حجز 14 سيارة فارهة والعديد من الأسلحة . ويكشف هذا الإعلان عن قصور أجهزة المراقبة بمضيق جبل طارق رصد حركية الطائرات الخفيفة، التي تحلق على علو منخفض، مما يطرح استعجالية تعزيز منظومة الرصد والمراقبة، خاصة أن نجاح شبكات التهريب الدولي للمخدرات في اختراق هذه المنظومة، قد يغري بعض التنظيمات الإرهابية الناشطة في العديد من بؤر التوتر في مناطق الجوار في استعمال نفس الأساليب .