نظم أخيرا ببيروت المنتدى الثالث للصحافة الحرة بإصدار عدد من التوصيات التي تصب في اتجاه تطوير مجال الحريات وتحسين أوضاع الصحافيين بعدد من البلدان العربية. وأكد المشاركون على أهمية تطوير صحافة التدوين في العالم العربي التي أصبح لها موقع هام في المشهد الإعلامي , وكذا الاهتمام بالعنصر البشري من خلال تكثيف دورات التدريب من أجل ترسيخ أخلاقيات مهنية, والاهتمام بالتجربة المغربية الرائدة في مجال الصحافة المجانية. وأوصوا بالاهتمام بمجال التدبير الجيد للمقاولات الصحفية العربية وطرق استقطابها للإعلانات وما يتطلبه ذلك من تغييرات داخل المؤسسة خاصة في علاقتها بقرائها والاستفادة من التكنولوجيات الجديدة التي قد تحقق توزيعا جيدا خاصة, وأن التجارب أثبتت أن المواقع الالكترونية للصحف عززت من مبيعاتها. وبخصوص وضعية الصحافة وحرية التعبير بالمغرب, أوضح الصحافي المغربي أحمد نشاطي رئيس تحرير صحيفة «»المسائية»», في مداخلة له , أن المغرب شهد مرحلتين اتسمت أولاهما «»بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان, وضمنها حرية التعبير وحرية الصحافة»», في حين تميزت الثانية «»بتشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة, لمعالجة كل ملفات ماضي الانتهاكات, والتأسيس لمغرب جديد على أسس المشروع الديمقراطي الحداثي»». وقد تميزت الجلسات التي ساهم في تسييرها من المغرب سعيد السليمي, المدير التنفيذي لمركز حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمناقشة محاور همت معوقات الصحافة العربية الحرة ودورها في المشهد الإعلامي وآفاقها . وعالج المشاركون في جلسات المنتدى, الذي نظمه على مدى يومين الاتحاد العالمي للصحف بشراكة مع صحيفة النهار اللبنانية بمشاركة إعلاميين من مختلف الدول العربية بما فيها المغرب التدوين العربي وأهميته, والفرص المتاحة للناشرين العرب, والاحتكار الحكومي للأخبار, ودور الرقابة, ومراحل انتقال المدونات إلى سلطة خامسة. وقد أقيم حفل لتكريم الصحافي اللبناني الراحل جبران التويني وتسليم جائزة الصحافة العربية التي تحمل إسمه لمدير نشر الدستور المصري عيسى إبراهيم. وقد ضم المنتدى نحو120 شخصية بين ناشرين وصحفيين ومدافعين عن حرية الصحافة من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.