بعد الهجوم الإرهابي الشنيع الذي تعرض له متحف "باردو" بتونس، وراح ضحيته 21 قتيلا وعشرات الجرحي أول أمس، كثفت السلطات الأمنية بعدد من مدن المملكة، سيما مراكش العاصمة السياحية للبلاد، من إجراءاتها الأمنية الاستباقية للتصدي لأي تهديدات إرهابية محتملة. في هذا الصدد، علمت "العلم" من مصادر خاصة أن ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، عرفت زوال أول أمس الأربعاء 18 مارس 2015 اجتماعا طارئا ترأسه والي الجهة بحضور كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية، بكل أصنافها. واستناداً لنفس المصادر، فإن الاجتماع الذي جاء بعد الهجوم الإرهابي الذي عرفته العاصمة التونسية، انصب حول التدابير والإجراءات الأمنية الاستباقية، التي من شأنها مواجهة أي تهديدات إرهابية محتملة قد تتعرض لها بلادنا ومراكش بالتحديد، وذلك من خلال رفع درجة التأهب القصوى، وتكثيف التعزيزات والتواجد الأمني خاصة في المناطق الإستراتيجية ومحيط المؤسسات السياحية. وكان المغرب، عبر عن أشد أنواع التنديد بالاعتداء الآثم الذي استهدف متحف باردو بالعاصمة تونس، حيث بعث جلالة الملك محمد السادس، ببرقية تعزية ومواساة إلى الرئيس باجي قايد السبسي، عبر فيها عن إدانته الشديدة لهذا الاعتداء الإجرامي الآثم، مؤكداً تضامن المغرب المطلق مع الشعب التونسي. وقال الخبير في المجال السياحي عماد الزرقاني إنّ الهجوم الإرهابي يشكل ضربة للقطاع السياحي وللاقتصاد التونسي بصفة عامّة. وتوقع الخبير في المجال السياحي أنّ «يشهد اليومان أو الثلاث القادمة إلغاء كل الحجوزات والعقود مع وكالات الأسفار الأجنبية التي تم إبرامها خلال شهر ديسمبر 2014 ويناير 2015 تحضيرا للموسم السياحي القادم. . واضاف «أنّ هذه الأحداث وقعت في قلب العاصمة تونس ولم تعد حكرا على المناطق الحدودية والداخلية مضيفا أنّ اختيار مكان الحادثة (مركز سيادة) لم يكن اعتباطيا بل كان الهدف منه إعطاء ضربة موجهة للاقتصاد والسياسة التونسية». من جهته، أكدّ الاستشاري في الاستثمار محمد الصادق جبنون أنّ هذه الحادثة الإرهابية سيكون لها انعكاس سلبي على القطاع السياحي الذي يعاني أصلا من عديد الإشكاليات في الفترة الأخيرة ومنها ضعف الإقبال على تونس نظرا للمخاوف الأمنية نتيجة الأحداث الإرهابية التي عرفتها تونس في السنوات الثلاث الأخيرة.«. وأكدّ جبنون في تصريحاته أنّ «الظرف الآن يحتم إجراء مؤتمر اقتصادي على غرار المؤتمر الذي قامت به مصر مؤخرا ليس فقط للاستثمار في تونس ولكن لدعم تونس أمام التحديات المطروحة عليها وأولها تحدّي الإرهاب».