بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة الى رئيس الجمهورية التونسية باجي قائد السبسي، إثر الهجوم الارهابي الشنيع الذي استهدف متحف باردو بالعاصمة التونسية، مخلفا عددا من الضحايا الأبرياء من التونسيين والسياح الأجانب. وأعرب الملك في هذه البرقية عن إدانته الشديدة لهذا الاعتداء الاجرامي الآثم، الذي بقدر ما استهدف المس بأمن واستقرار هذا البلد الشقيق، استهدف أيضا هذا الصرح الثقافي المتميز، الذي يوثق للتراث الحضاري والانساني التونسي العريق، ويرتاده سنويا عدد كبير من السياح الأجانب من مختلف بقاع العالم. وشددت برقية التعزية على "تضامن المملكة المغربية المطلق مع الشعب التونسي، ووقوفها الدائم إلى جانبكم من أجل التصدي لكل أشكال الإرهاب الدنيء، الذي تنبذه قيم ديننا الاسلامي الحنيف، الداعية إلى العدل والإخاء والتسامح والتعايش". وبهذه المناسبة الأليمة، تقدم الملك إلى الرئيس التونسي، ومن خلاله إلى أسر الضحايا المكلومة بأحر التعازي وصادق المواساة، داعيا الله تعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويشمل الضحايا بواسع رحمته وغفرانه، ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء. كما جاء في هذه البرقية "وإذ أسأله جل وعلا أن يحفظكم، وبلدكم الشقيق من كل مكروه، ويديم على الشعب التونسي الأصيل نعمة الأمن والطمأنينة والاستقرار، فإني أرجو أن تتفضلوا، صاحب الفخامة وأخي العزيز، بقبول أخلص مشاعر مواساتي وأصدق عبارات تضامني وتعاطفي". وفي غضون ذلك قال الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، اليوم الأربعاء، في كلمة بثها التلفيزيون الرسمي، إن "الاتجاه الذّي سارت فيه تونس نحو الدّيمقراطية، سينتصر ولا خوف عليه، وسيبقى علم تونس مرفوعا ورؤوس التّونسيين مرفوعة". السبسي قال أيضا إنه "يجب أن يفهم الشّعب التونسي أن البلاد في حرب مع الإرهاب وإن هذه الأقليات الوحشية لا تخيفنا ولكننا سنقاومها إلى أخر رمق بلا شفقة ولا رحم وأنها ستظهر في نهاية المطاف كالدّيك المذبوح". وتابع أنه "على اتصال دائم مع رئيس الحكومة (الحبيب الصيد) وكل من وزراء العدل والدّفاع والدّاخلية ليؤكد لهم تضامنه، وتأييده لهم وأنه سيعمل قصارى جهده حتى تكون تونس مستعدة بمختلف أجهزتها الأمنية لمكافحة الإرهاب". وقتل 21 شخصا بينهم 17 سائحا من (جنسيات بولونية وإيطالية وألمانية وإسبانية)، وتونسيان أحدهما رجل أمن، وإرهابيان، جراء الهجوم على متحف باردو المحاذي لمجلس النواب التونسي (البرلمان) بالعاصمة تونس، حسب رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد.