بعد أن تم ولأول مرة تشكيل تنسيقية تجمع 19 من الدواوير الصفيحية بمدينة المحمدية ، تم يوم الأحد الماضي 15 مارس الجاري ، تنظيم وقفة أمام عمالة المحمدية للإحتجاج على التلاعب و المحسوبية والإقصاء من الاستفادة من السكن اللائق، والمطالبة بحق قاطني تلك الأحياء الصفيحية ، في الاستفادة من السكن اللائق. وجمعت الوقفة العديد من المواطنين قاطني الأحياء الصفيحية التي تنعدم فيها أبسط شروط الحياة ، والعديد من الضحايا الذين لا حول ولا قوة لهم ، من نساء مطلقات، و أرامل، و متزوجون...، الذين تم اقصاؤهم من الاستفادة في إطار عملية القضاء على السكن الصفيحي. والملاحظ على هذه الحركة الاحتجاجية الجديدة للدواوير الصفيحية ، أنها أصبحت منظمة أكثر من أي وقت سابق ، كما أنها تمردت نوعا ما على بعض تجار الانتخابات وبعض أعوان السلطة ، الذين كانوا في السابق يلعبون أدوارا خطيرة وحاسمة في تعبئة سكان الكاريانات و تشكيل الخرائط الانتخابية ، وقد التجأت هذه المرة ، ساكنة دور الصفيح بالمحمدية ، إلى إحدى الجمعيات الحقوقية ، بحيث أن عملية تشكيل مكتب مسير لتنسيقية الدواوير الصفيحية احتضنه مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمحمدية يوم 8 مارس 2015 . ويقول مصادر من الجمعية المغربية لحقوق الانسان ، أن لا شيء تغير في جوهر موضوع السكن الصفيحي منذ أن تم الإعلان في السابق أن سنة 2008 ستكون سنة القضاء على السكن الصفيحي بالمحمدية ، ليتحول الأمر إلى سنة 2013 ، ومازال عشرات الآلاف من المواطنين و المواطنات مكدسون في سنة 2015 في براريك و أكواخ تنعدم فيها ابسط شروط الحياة الكريمة . ويضيف نفس المصدر ، أن الساهرون على العملية ، ابتكروا معاير تتناقض كليا مع حقوق الإنسان حيث تم إقصاء المتزوجين خلال السنوات الأخيرة، الأرامل، المطلقات.. ، في الوقت الذي يتهم فيه المواطنون و المواطنات الجهات المسؤولة بالتلاعب، و المحسوبية، و الابتزاز... في العملية ، كما أن هناك ممارسات ابتزازية تصاحب عملية القضاء على السكن الصفيحي، مثل رفض تمتيع بعض المواطنين و المواطنات بحقوقهم رغم تواجد أسمائهم في لوائح المستفيدين، و رفض تسليم الأوراق الإدارية ، مثل رفض قيادة المقاطعة الثانية تسليم جواز السفر . و حسب تصريح الضحايا، - يضيف المصدر السالف الذكر - فإنه وبسب مطالبة إحدى المجموعات العقارية بالأرض التي يتواجد عليها الكاريان ، يتم تهديد السكان بهدم عدة براريك و سيحاكم 15 مواطنا و مواطنة بتهمة احتلال ملك الغير، علما بأن كريان " الشانطي الجديد " عمره أكثر من 60 سنة ، و به براريك منذ أواخر الخمسينات و بداية الستينات ، وأن العديد من ساكنة الكاريان ولدت و كبرت هناك كما تدل على ذلك البطائق الوطنية، و كنانيش الحالة المدنية، و بطائق الانتخابات و مختلف الأوراق الإدارية .