كتبت «لوموند» الفرنسية في عددها ليوم أمس الخميس أن المغرب يشكل بالنسبة لفرنسا شريكا لا مناص منه وحليفا لا محيد عنه في مجال محاربة الإرهاب في المنطقة. وقال تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية في تصريح لجريدة «العلم» ان هناك عدة أسباب جعلت فرنسا تعتبر المغرب شريكا لها في المنطقة لمحاربة الإرهاب موضحا أن المغرب هو الوحيد في المنطقة الذي اكتسب تجربة في ميدان الاستعلامات تمكنت في الكثير من المرات إحباط العديد من العمليات الإرهابية. وأضاف الحسيني أن المغرب طور آليات وقائية من أجل الكشف عن الشبكات الإرهابية واستطاع تفكيك العديد من الخلايا النائمة والشبكات الإجرامية، وهذا ما وقى المغرب من عدة آفات. وذكر أن من الأسباب أيضا التي دفعت باريس اعتبار الرباط حليفا لها في هذا الجانب هو أن آلاف المواطنين المغاربة يعيشون فيما يسمى بالديسبورا يحملون الجنسية المزدوجة ولهم امتدادات عائلية كبيرة، الشيء الذي يسهل رواج المعلومات والمعطيات التي تعرف بأوضاعهم ونشاطاتهم الاجتماعية والاقتصادية، وقال الخبير في العلاقات الدولية إن القطيعة بين الرباطوباريس في الأشهر القليلة الماضية أثبتت أن لها نتائج سلبية خاصة على باريس، وأعطى مثالا لذلك بما حدث لصحيفة «إيبدو». وأفاد أن المغرب طور آليات جديدة في محاربة الإرهاب وأصبحت لهذه الآليات سمعة على المستوى الجهوي والدولي. وأشار في هذا الصدد إلى الديبلوماسية الروحية والتي يشكل المغرب في هذا المجال نموذجا لها من خلال تكوين الأئمة، واعتبر ذلك مؤشرا للتسامح الديني، وقال إن فرنسا محتاجة هي الأخرى إلى تطوير هذه الآلية، وأن التعاون المغربي الفرنسي سيرتكز على المهمات الوقائية، وأن فرنسا تستفيد كثيرا من المدرسة المغربية عبر الاستعلامات وتبادل المعلومات ومعالجة الاختلالات ودعم القضايا الاقتصادية والدبلوماسية والروحية. وأكدت «لوموند» التي تطرقت إلى زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الفرنسي لوران فابيوس للمغرب يومي 9 و10 مارس الجاري أن مكافحة الإرهاب وتنمية المبادلات الاقتصادية كان في صلب مباحثات فابيوس مع المسؤولين المغاربة، وأشارت الصحيفة إلى أن جزء من زيارة فابيوس للمغرب خصص للتعاون الاقتصادي بين البلدين يطمحان بالإضافة إلى القطاعات الأساسية (النقل والطاقات المتجددة) إلى تنمية الشراكات الثلاثية في اتجاه باقي إفريقيا.