ليس غريبا أن يمارس شخص من طبيعة الوزير الرقاص محمد الوفا الكذب، ولايمكن اعتبار ذلك عيبا في سلوك الرجل مادام الافتراء مكون من مكونات شخصيته السياسية، فقد ادعى في خرجة من خرجاته المبتذلة أن سبب خصامه مع الأمين العام لحزب الإستقلال الأخ حميد شباط هو أنه اقتنع أن جهة ما دفعت لحميد شباط لخلق أزمة حكومية. الرجل طبعا يخلص لسيده ولذلك ينقل كلامه بالضبط، والوزير الرقاص يعرف أنه يفتري ولكن مصيبته أنه يعتقد أن من السهل إقناع الناس بكذبه، بل المصيبة الكبرى أن الرجل يكذب ويبدو أنه يصدق كذبه. الحقيقة ياسادة كما عاشها آلاف الإستقلاليين والإستقلاليات في آخر مؤتمر للحزب أن المنافسة حول الأمانة العامة للحزب كانت محتدمة بين مناضلين قياديين في الحزب، وكان الوفا الرقاص وصل لتوه من سفارة بالخارج بعدما قضى حوالي 12 سنة سفيرا للمغرب في عدة دول، وبينما كانت المنافسة تحتدم دخل الوفا المنتشي بذكائه الخارق على الخط وزار الأخ حميد شباط في مقر الإتحاد العام للشغالين بالرباط ودعاه للإنسحاب من المنافسة عن الأمانة العامة للحزب، بدعوى أن سيادة الوفا مرشح جهة عليا في البلاد، وفعل نفس الشيء مع الدكتور عبد الواحد الفاسي وبلغ نفس الكلام للأمين العام للحزب آنذاك الأستاذ عباس الفاسي، وهذه قضية نوقشت في العديد من اجتماعات اللجنة التنفيذية للحزب وكنت حاضرا في جميعها، إلا أن الأخ حميد شباط رفض الإنسحاب بتبرير أن جميع المرشحين للأمانة العامة لهم نفس الحظوظ ونفس المعاملة من الجهة العليا التي ادعى الوفا أنه مرشحها. وحصل أن بعض الإخوان اقترحوا إدخال تعديل على القانون الأساسي للحزب مما جعل الوفا الرقاص خارج المنافسة بشكل نهائي، ولما صادقت اللجنة على التعديل أزبد الوفا وأرغد وأعلن انسحابه من المؤتمر. للمعلومة فقط فإن اللجنة التنظيمية كانت قد انتدبت الوفا لرئاسة المؤتمر الإقليمي للحزب بمراكش لانتخاب المؤتمرين وأعضاء المجلس الوطني، وكان أن جاء إلى الرباط باسم واحد لعضوية المجلس الوطني، وكان هذا الإسم هو محمد الوفا علما أن الرجل كان غائبا ليس عن مراكش فقط بل عن المغرب. وعلى كل حال فليقل الرقاص الكاذب ما يشاء، وحسب ما يملى عليه، ولنا عودة للتفاصيل إن أصر الرقاص على ذلك.