صراع أزلي بين الحق والباطل. تأسست المحاكم وإنتشر القضاة وفتحت أبواب بنايات بشعة يسمونها السجون وتم تعيين حراس للسجون من الشرطة والأمن. كل ذلك من أجل سجن الباطل وأصحاب الباطل. أحيانا يكون أصحاب الباطل زعماء وقادة ومسؤولين وأمراء وحكام ويتحدثون عن الحق ويزجون أصحاب الحق في السجون على أنهم أصحاب باطل، فتنعكس الآية، ويصبح أصحاب الحق ظالمين وأصحاب الباطل مظلومين! لعبة تاريخية بين الحق والباطل ويقولون أن للباطل جولة! اليوم أصبح للباطل جولات، وفي بلدان ومواقع متعددة. إجتمع أصحاب الباطل بأمر من هنا وهناك وبدعم من هنا وهناك ليؤسسوا دولة لما تزل غير معترف بها من قبل الأممالمتحدة ومجلس الأمن ولكنها مدعومة من قبل بلدان هم أعضاء في مجلس الأمم والمنظمة الدولية المسماة الأممالمتحدة. هي دولة داعش. لا أحد يعرف أبعاد اللعبة! والحقيقة نحن ضعنا في وسط هذه اللعبة، فهي لعبة كرة قدم ولكن بدون محكمين. فقبل أيام من كتابة هذا العمود الصحفي شاهد أصحاب دولة الباطل المسماة "داعش" مجموعة أطفال، وأكرر "أطفال" وهم يشاهدون لعبة كرة قدم. فأخذوهم نحو " المقصلة" وتم نحرهم! شيء يشبه الكذب. شيء يشبه اللامعقول. شيء يشبه ما يجيء للإنسان في مناماته. هؤلاء الدواعش تم شراء ستمائة سيارة تويوتا يابانية رمادية اللون وجلسوا فيها وغادروا بلدا إقليميا من بلدان الشرق الأوسط وهم يحملون البنادق. غادروا معسكراتهم مخترقين الحدود العراقية من ناحية الشمال ودخلوا مدينة الموصل، مدينة نينوى التاريخية، وإستقروا فيها وصاروا يحكمون بقوانين يدعون إنتمائها للخلافة الإسلامية ومنها تحريم لعبة كرة القدم والنكاح الجهادي الذي يشمل الصبايا الصغيرات دون سن العاشرة! المجتمع الدولي لم يسأل شركة تويوتا للسيارات من الجهة التي طلبت منكم تصنيع هذه السيارات ومن الذي دفع لكم قيمتها؟ المجتمع الدولي ساكت. واللعبة واضحة. فلو شاء المجتمع الدولي أن يمسكهم فذلك يتم بنصف ساعة في أسوأ تقدير. أو ربما بعشر دقائق. عندما غزا العراق دولة الكويت ألم يتنادى المجتمع الدولي لطرد جنود الدكتاتور العراقي من الكويت؟! تم ذلك في نهار واحد. ثم عندما قرروا أسقاط الدكتاتور فإنهم أتوا بآلياتهم ودخلوا العراق وطردوا الدكتاتور وولديه وأخوته وهزموا الجيش العراقي البالغ تعداده سبعمائة ألف عسكري وأنشأوا دولة جديدة على إنقاض تلك الدولة الفاشلة! فكيف لا يستطيع المجتمع الدولي أن يلقي القبض على ستمائة داعشي معقد وفاشل وقاتل ومجرم على مدى شهور وشهور وستصبح سنوات وسنوات. كيف يسمح بإنتصار الباطل الذي لا ينتمي للعائلة الإنسانية .. دولة شرطتها وحكامها يغتصبون الصبايا حتى الموت بعمليات نكاح جهادي جماعي ويذبحون الأطفال لأنهم يشاهدون لعبة كرة قدم وينحرون الصحفيون لأنهم يظهرون على شاشة التلفاز! لقد إنتصر الباطل اليوم! يقولون أن للباطل جولة! كلا سيداتي وسادتي .. الباطل هو السائد وصحيح القول هو: إن للحق جولة! سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا [email protected]