لم يندمل بعد جرح الصحراويين الذين نكلوا وعذبوا خلال احتجاجات نهاية السنة الماضية ضد فساد قيادة البوليساريو، والتي استمرت أزيد من شهر في الرابوني حيث مقر القيادة، ولم يف زعيم الجبهة بوعوده التي أخمد بها تلك الاحتجاجات التي دافعت عن كرامة وعرض الصحراويات، بعدما عرضته البوليساريو في سوق النخاسة خدمة لمصالحها النفعية والاغتناء من شرف الصحراويين ومعاناتهم. لهذه الأسباب ولأسباب أخرى، أفاد أحد مصادرنا من قلب الحدث ل «العلم»، أن عددا كبيرا من الشباب الصحراوي، اجتمعوا أول أمس بمخيم أوسرد في مخيمات تندوف، في خيمة نصبوها ، لتدارس الأوضاع المزرية التي تعيشها ساكنة المخيمات أمام ثراء القيادة والسابحين في فلكهم، قيادة قال عنها هذا المصدر إنها اختارت سياسة الإقصاء والقمع والاعتقال مع التعذيب، في وجه كل من يقف ضد فسادها ويعجلها بحل سديد للقضية ستدخل كتاب غينيس من فرط التلاعب بها من طرف القيادة وحاضنتها. وتقرر خلال اجتماع بخيمة التعبئة وتدارس الأوضاع، استئناف التظاهر أمام مقر زعيم الجبهة ، ورفع شعارات ضد الفساد واستغلال النفوذ والتلاعب بالمساعدات الإنسانية، والمطالبة بتطبيق العدالة والمحاسبة وإنزال العقاب في حق عناصر من ميليشيات البوليساريو المتهمين باستعمال القوة والعنف في حق المتظاهرين خلال انتفاضة الكرامة السابقة على خلفية الوفاء بصفقة محجوبة. وتعتبر هذه الخطوة امتدادا لمظاهرات نهاية السنة الماضية، بعد أن تراجعت البوليساريو عن الوفاء بوعودها للمحتجين، فعادوا اليوم، حسب ذات المصدر، يطالبون بمحاسبة من اعتدي عليهم وجبر الضرر الذي لحق بهم، موضحا أن الشعارات هذه المرة سترفع بكثافة باللغة الإسبانية، حتى يقرأها بسلاسة وفد الأجانب الذين استدعتهم خديجة حمدي زوجة زعيم البوليساريو لحضور ما أسمته بفعاليات ماراطون الصحراء، خاصة بعد الفضيحة التي فجرها تقرير البرلمان الأوروبي الأخير حول التلاعب بالمساعدات الدولية لفائدة قيادة البوليساريو والجزائر.