كشفت معطيات ميدانية أن زعيم الإنفصاليين محمد عبد العزيز بات يعيش حالة رعب دائم، بسبب الغليان الذي تعيشه المخيمات منذ شهور عديدة، وقالت مصادر من داخل مخيمات تندوف المحاصرة، إن مئات الصحراويين قرروا التعبئة ضد قيادة البوليساريو حيث تم رفع شعارات تطالب بالتغيير، وكانت وثيقة سرية صدرت يوم 20 غشت الماضي تزامنا مع الزيارة التي قام بها وفد مؤسسة "روبيرت كينيدي" الثلاثاء الماضي إلى مخيمات تندوف منعت التظاهر في هذه المخيمات، وأصدر عبد العزيز قرارات وصفت بالصارمة لمنع أي شكل من أشكال التظاهر، ووصل الأمر إلى حد فرض حظر للتجول، وحدد محمد عبد العزيز في هذه الوثيقة التوجهات وأعطى التعليمات من أجل اتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة قصد منع أي نوع من التظاهر والاعتصام بالمخيمات٬ وخصوصا أمام مقر الكتابة العامة ل"البوليساريو"٬ بمنطقة الرابوني حيث طالب بفرض حظر التجول والتنقل أثناء زيارة هذه البعثة الحقوقية وقالت المصادر إن حالة من الترقب سادت داخل المخيمات، قبيل الزيارة التي حاول عبد العزيز أن يظهر فيها المخيمات وكأنها جنة يانعة، مشيرة إلى أن وضعية المخيمات باتت تثير قلقا واسعا، رغم محاولات القمع والتنكيل التي مارستها القيادة، موضحة أن الأمر يتعلق بوضع شاذ يسعى عبد العزيز إلى التستر عليه من أجل الإبقاء على المساعدات المالية. وقالت المصادر ذاتها إن حالة من الفوضى العارمة تسود داخل مخيمات تندوف يواجهها وحصار عسكري مشدد على المواطنين، حيث تم منع جميع أشكال التظاهر والإحتجاج، ومنع كثير من النشطاء من التجول داخل المخيمات، حيث تم فرض الإقامة الإجبارية على عدد منهم، حتى لا يسمع صوتهم، خصوصا أسر عدد من المعتقلين الصحراويين بسجون "البوليساريو" التي تنظم اعتصاما مفتوحا منذ شهور أمام مقر الإقامة العامة للجبهة حيث تم نصب خيمة كبيرة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وهي الخيمة التي تم نزعها أياما قبل زيارة وفد مؤسسة كينيدي. وأبرز مراقبون بتندوف أن أصواتا معارضة أخرى ستعلن خروجها للعلن مع مجيء البعثة المذكورة لتعلن رفضها واحتجاجها على تردي الأوضاع وقمع كل الأصوات المعارضة.