معرض »أليوتيس« الذي ستحتضن مدينة أكادير دورته الثالثة مابين 18و22 فبراير الجاري قسم مهنيي الصيد البحري إلى قسمين، القسم الأول دعا إلى مقاطعة هذه الدورة، والقسم الثاني أعلن تشبثه ودفاعه عن هذا المعرض وعن استراتيجية »أليوتيس« كما هو متعارف عليها دوليا، وهذا القسم الأخير رفض رفضا مطلقا مقاطعة المعرض. وقال محمد أوملود رئيس الكونفيدرالية الوطنية للصيد الساحلي إن دعاة المقاطعة لا يمثلون إلا أنفسهم وهم قلة قليلة من قطاع كبير معروف في المغرب بالدور التنموي والاجتماعي الذي يلعبه، موضحا أن الدفع بالقطاع نحو الأمام لا يأتي بالمقاطعة، ولكن بالمبادرة البناءة من أجل تنمية القطاع وتطويره. وأضاف أوملود أن انتقاد سياسة الحكومة في هذا الإطار شيء محمود، معلنا رفضه للكلام وللمواقف التي تمرر تحت الطاولة. وأكد رئيس الكونفيدرالية الوطنية للصيد الساحلي أن قطاع الصيد في حاجة إلى أكثر من معرض لأن الهدف من أي مبادرة كانت يجب أن ينصب على معالجة كل المشاكل والقضايا التي يتخبط فيها القطاع، واعتبر مقاطعة الدورة الثالثة لأليوتيس عرقلة للقطاع والحد من تنميته. في المقابل اعتبر محمد عضيض رئيس الجامعة الوطنية لهيئات مهنيي الصيد الساحلي بالمغرب أن مقاطعة الدورةالحالية لأليوتيس قناعة مبدئية لجامعته وهي احتجاج على الأوضاع المزرية والخطيرة التي يعيشها قطاع الصيد البحري. وأضاف عضيض في تصريح لجريدة »العلم« أن مسار استراتيجية »أليوتيس« خاطئ والوزارة لا تقبل النقد حول مضامين هذه الاستراتيجية. وأوضح رئيس الجامعة الوطنية لهيئات مهنيي الصيد الساحلي أن المحافظة على الثروة السمكية لا تتم بإعطاء الحرية للمراكب المعروفة ب (RSW) التي تعتمد تقنية الصيد بالجر والتي تصطاد ما يزيد عن 400 حتى 600 طن يوميا، وهذا الأسطول يضم حاليا 24 سفينة، وأكد أيضا أن هذه السفن تصطاد هذه الكمية الهائلة في منطقة (C)، والوزارة تنوي الرفع من عددها في أفق 2020 ليصل إلى 120 سفينة، معتبرا ذلك بمثابة تدمير للثروة السمكية والقضاء بالتالي على قطاع الصيد الساحلي. وذكر أن المحافظة على الثروة السمكية لاتتم برمي أطنان من سمك »القرب« قرب سواحل الداخلة بداعي أن استراتيجية أليوتيس لا تسمح لمراكب الصيد الساحلي باصطيادها، وقال إن هذه المراكب تستعمل الشباك الدائرية ولا تستطيع التمييز بين الأسماك ولا تستعمل الصيد الانتقائي، واعتبر ذلك خرقا سافرا لمنظومة أليوتيس والمعرض ماهو إلا تسويق لصورة مغلوطة ومزيفة عن نظام الصيد البحري بالمغرب. ويعد معرض »أليوتيس« حسب منظميه واجهة حقيقية لغنى الثروات السمكية والخبرة المهنية المغربية، ويعتبر أرضية للتبادل بين مختلف المتدخلين في تنمية قطاع الصيد، وتهدف هذه التظاهرة الدولية إلى التعريف أكثر بتطورات وأفق تنمية قطاع الصيد بالمغرب، ويلعب هذا القطاع دورا اقتصاديا مهما بالمملكة وتقدر مساهمته في الناتج الداخلي الخام بحوالي 2,3٪ في المعدل خلال السنوات العشر الماضية، كما يوفر 333073 منصب شغل مباشر وحوالي 333233 منصب شغل غير مباشر.