أعاد تنظيم داعش الإرهابي سيناريو إعداماته الشنيعة بسوريا والعراق، وهذه المرة في ليبيا والضحايا 21 قبطيا مصرياً كان اختطفهم التنظيم في يناير المنقضي، نشر فرع التنظيم الإرهابي أول أمس شريطاً مصوراً يظهر وقائع إعدامهم بساحل في العاصمة طرابلس. حيث أجبر ملثمون رجالاً بزي برتقالي اللون على الجثو على أقدامهم وقد قيدت أيديهم وراء ظهورهم، قبل أن يجهز عليهم الجلادون المقنعون. وقال التنظيم إن ذبح هؤلاء الرهائن، الذي تم على أرض ما سموه ولاية طرابلس، هو انتقاد لحوادث طائفية قديمة العهد شهدتها مصر، اتهم خلالها إسلاميون متشددون الكنيسة القبطية بمنع وزجتَي كاهنين من اعتناق الإسلام. وعَقِبَ نشر شريط الإعدامات المريع المعنون ب" رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"، أعلن الرئيس المصري الحداد لمدة 7 أيام في ودعا مجلس الدفاع المصري، إلى اجتماع طارئ متعهدا أن بلاده تحتفظ لنفسها بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المنسب للانتقام من القتلة. وأعلن السيسي، تكليفه وزيرَ الخارجية بالسفر فوراً إلى نيويورك لإجراء اتصالات عاجلة مع كبار المسؤولين الأمميين وأعضاء مجلس الأمن والمشاركة في القمة الدولية حول الإرهاب، لحث المجتمع الدولي على ما يحدث في ليبيا تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وتوالت من ليبيا وأنحاء العالم العبارات المنددة بهذه الجريمة الوحشة، والإعراب عن القلق المتزايد من اتساع نطاق عمليات داعش، وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، أن هذه الدماء التي سفكت لن تؤدي إلا إلى مزيد من تحفيز المجتمع الدولي للتوحد ضد داعش. رد فعل سريع ولم تتأخر القاهرة في ردها على داعش، حيث أعلن الجيش المصري أن طائرات حربية مصرية قصفت أمس الاثنين مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، بعد ساعات على إعلان الفرع الليبي للتنظيم الجهادي في فيديو قطع رأس 21 مصريا قبطيا كانوا مختطفين في ليبيا. واستهدفت الضربات الجوية معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم بالأراضي الليبية. وأفاد شهود عيان أن سبعة هجمات جوية على الأقل نفذت في درنة شرق ليبيا معقل الجماعات الإسلامية المتشددة. وبث التلفزيون الرسمي لقطات مصورة لطائرات تخرج من مراكزها ليلا قال إنها نفذت الهجمات في ليبيا دون الكشف عن نوعها أو مواقع انطلاقها. وتعد هذه أول مرة تعلن فيها مصر القيام بعمل عسكري ضد الجماعات الإسلامية المسلحة لدى جارتها الغربية، بعدما نفت لمرات أنها قامت بأي عمل عسكري في ليبيا. في هذا الصدد يرى محللون، أن عملية إعدام داعش للأقباط المصريين، سُبقت بتبني فرعه المصري قبل أيام قليلة ذبح ثمانية أشخاص، الأمر الذي يثبت أن التنظيم الجهادي تمكن من تصدير هذه الأساليب الموغلة في الوحشية إلى خارج "قاعدته" أي المناطق التي يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق حيث ارتكب فظاعات عديدة مماثلة. من جانبها أكدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية "ثقتها" في أن السلطات المصرية ستقتص من قتلة أتباعها. وقالت في بيان أنها "تستودع في هذه اللحظات العصيبة شهداءها الأبرار، واثقين أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء". بدوره اعتبر الأزهر أن ما أقدم عليه التنظيم المتطرف هو "عمل بربري همجي لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية"، داعيا "المصريين جميعا إلى التيقظ والحذر والوقوف صفا واحدا في وجه الإرهاب الأسود الذي يعيث في الأرض فسادا".