ألقت جبهة البوليساريو الإنفصالية بحجرة كبيرة في بركة العلاقات المغربية - الموريتانية غير الراكدة أصلا بأن سربت خبرا زائفا ادعت فيه أن قواتها العسكرية توجد في منطقة الكويرة وتقوم بدوريات مراقبة أمنية بالتنسيق مع الجيش الموريتاني ، و أوكلت نشر هذا الخبر الزائف لإحد دروعها الإعلامية التي أكدت أنها راقبت وحدات من جيش الجبهة تتحرك في اتجاه منطقة الكويرة و أنها وصلت إليها فعلا و بدأت في القيام بالمراقبة الأمنية . و سارع مصدر مغربي لم يكشف عن هويته بنفي هذا الخبر و بادرت وسائل إعلام موريتانية إلى نفي الخبر ليضطر أحد قياديي الجبهة الإنفصالية قبل يومين إلى نفي الخبر و تبرئة الذمة . و المتأمل جيدا لمضمون هذا الخبر يدرك لأول وهلة أن الجبهة الإنفصالية سعت من خلاله إلى نسف التقارب المغربي الموريتاني الذي يأخذ طريقه بثبات , حيث تعرف هذه الجبهة أن هناك اتفاقا بين المغرب و الجارة الموريتانية على إعطاء منطقة الكويرة وضعا خاصا بحيث تكون خاضعة للسيادة المطلقة للمغرب لكن يسمح للجارة الموريتانية بالتواجد فيها ، و كانت تعتقد الجبهة الإنفصالية بأن مجرد نشر هذا الخبر الخطير سيدفع السلطات المغربية إلى القيام برد فعل عنيف اتجاه الشقيقة الموريتانية و بالتالي إدخال العلاقات ما بين الرباط و نواكشوط إلى منطقة التصعيد ، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث و بدا واضحا أن الرباط تتابع الوضع في الكريرة عن كثب و أنها كانت متأكدة من زيف الخبر . كما لا يستبعد أن تكون الجبهة الإنفصالية التي تراقب بقلق كبير العودة التدريجية للعلاقات الممتازة بين المغرب و موريتانية ، و أنها متذمرة جدا من الحملة الأمنية و العسكرية الجدية التي يقوم بها الجيش الموريتاني على إمتداد الحدود الفاصلة ما بين موريتانيا و مخيمات لحمادة الخاضعة للجبهة الإنفصالية للتصدي لتهريب المؤونة من المساعدات الغذائية الإنسانية التي تتلقاها الجبهة الإنفصالية لإسعاف اللاجئين في المخيمات , لكنها تعمد إلى تهريبها و إغراق السوق الموريتانية بها مما يكبد الإقتصاد الموريتاني خسائر فادحة و الإستفادة من عائداتها المالية التي تخزن في بنوك خارجية لفائدة كثير من عناصر بقيادة الجبهة الإنفصالية ، كما أن هذه الحملة مكنت من التصدي لتهريب المخدرات القادمة من مخيمات لحمادة و الموجهة لأوساط إرهابية , و كان الجيش الموريتاني قد تمكن من قتل أربعة أشخاص و إعتقال خمسة آخرين خلال الأسابيع القليلة الماضية و تبين أنهم جميعهم من سكان مخيمات لحمادة و أنهم كانوا بصدد تهريب كمية هائلة من المخدرات نحو معاقل الإرهابيين في منطقة الساحل الإفريقي ، و ربما كانت الجبهة من خلال نشر النبإ الزائف ترغب في إرباك الأوساط العسكرية الموريتانية ، و إجبارها على الخضوع لشروطها . و قد تكون الجبهة الإنفصالية قد أصيبت بالإحباط الكبير بعدما لم يلق خبرها المزعوم أي إهتمام من وسائل الإعلام الدولية و بالتالي لم يحقق الهدف منه .