لقد قدمت الشبيبة الاستقلالية العديد من الدروس في الممارسة الديمقراطية والوطنية الصادقة، من خلال محطة المؤتمر الوطني الثاني عشر الذي انعقد بمدينة بوزنيقة أيام 26-27-28 دجنبر من السنة الماضية، حيث شكلت هذه المحطة مناسبة لتكريس المنهجية الديمقراطية التي تبنتها المنظمة منذ تأسيسها في انتخاب قيادتها، كما تميز المؤتمر بالنقاشات الفكرية العميقة والجادة والتي انطلقت قبل موعد المؤتمر بحوالي 12 شهرا، حيث شارك فيها الشباب الاستقلالي من كل الجهات والأقاليم من بوابة المؤتمرات الجهوية. بالإضافة لكل هذا فقد تميز هذا المؤتمر عن غيره من المحطات التنظيمية الوطنية للمنظمة، بالمجهود الكبير الذي بذلته اللجنة التحضيرية في حفظ ذاكرة المنظمة وتدوينها، حيث شملت محفظة المؤتمر العديد من الوثائق التي قدمت منجزات الشبيبة الاستقلالية في معطيات وأرقام دقيقة ومفصلة، ستساعد لا محالة الأجيال اللاحقة من التعرف بسهولة على تاريخ منظمتهم ومنجزاتها منذ تأسيسها. ولأن المؤتمر، مؤتمر التميز فقد كانت الشابات الاستقلاليات على موعد مع التاريخ، موعد أثبتت فيه الشابة الاستقلالية على أنها قادرة على خلق التميز باجتهادها وحضورها الدائم في كل المحطات، كما أبانت الشبيبة الاستقلالية على أنها منظمة الشابات كما الشباب، منظمة تحترم التوجه العام لبلادنا الرامي إلى تمكين المرأة عموما كما الرجل من نفس فرص النجاح وتحقيق الذات. في هذا الإطار فإن الشبيبة الاستقلالية تسير وفق المسار الذي عرفته بلادنا مؤخرا والذي أدخل المغرب في سياق إصلاحي طال بالأساس مجال حقوق الإنسان عموما وحقوق النساء على الخصوص، حيث حظي ملف النهوض بأوضاع النساء عموما باهتمام واضح جسدته التزامات الحكومات المغربية منذ التناوب في برامجها، وتمت ترجمة هذه الالتزامات في خطة عمل شخصت أوضاع النساء في كافة المجالات، واقترحت حلولا في إطار مقاربة مندمجة ربطت الوضع القانوني للمرأة بأوضاعها في مجال التعليم والصحة والإنتاج الاقتصادي والتمثيلية السياسية. لا يمكن اليوم أن نفصل ما تقوم به منظمة الشبيبة الاستقلالية لصالح الشابات عن هذا السياق الوطني، ولا يمكن أن يمر هذا المؤتمر الاستثنائي، من دون الوقوف على الأهمية الكبرى التي منحت للشابات الاستقلاليات داخل كل مؤسسات المنظمة من طرف قيادة الحزب والشبيبة، حيث شكلت نسبتهن بالمجلس الوطني أزيد من 32 بالمئة فيما قاربت هذه النسبة 30 بالمئة باللجنة المركزية، في حين كان نصيبهن ما يقارب ثلث أعضاء المكتب التنفيذي، وهو ما يعتبر اليوم مكسبا مهما في سبيل تمكين الشابات من المشاركة بكثافة في صياغة القرارات التي تهم مستقبلهن داخل الشبيبة والحزب. ويرجع الفضل في ذلك إلى قناعة الاستقلاليين والاستقلاليات عموما بضرورة منح المرأة والشابة المكانة التي تستحقها داخل الحزب وشبيبته وكل تنظيماته، من أجل بلوغ الأهداف المسطرة على كل الأصعدة وفي كل المجالات، ولعل ما يكرس هذا التوجه، هو إقدام قيادة الشبيبة السابقة على إعادة إحياء منظمة فتيات الانبعاث سنة 2012، هذه الجمعية التي تشتغل تحت لواء الشبيبة الاستقلالية، والتي تهتم بشؤون الفتاة المغربية في المدينة وفي القرية، من أجل تقوية قدراتها وتمكينها من الكفاءات اللازمة للمشاركة بفعالية في الحياة العامة. ونظرا للدور البارز الذي لعبته منظمة فتيات الانبعاث في تأطير وتكوين جيل جديد من الشابات داخل الشبيبة الاستقلالية، فقد لعبت مناضلاتها دورا بارزا في إنجاح محطة المؤتمر الوطني الثاني عشر لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، متوجات هذا التميز وهذا البروز بانتخاب ثلاث أخوات من قيادة فتيات الانبعاث أعضاء بالمكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية إلى جانب ثلاث أخوات مناضلات بفروع الشبيبة، هذا فضلا عن عدد مهم من الأخوات اللواتي انتخبن أعضاء بالمجلس الوطني واللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية. ويعتبر هذا الحضور الوازن للشابات في قيادة الشبيبة الاستقلالية، نتيجة مباشرة لموقف حزب الاستقلال والإيمان القوي لشبيبته بقدرات الشابات في تفعيل أسس الديمقراطية والمواطنة الحقة، حيث فتحت الشبيبة الاستقلالية خلال الولاية السابقة نقاشات واسعة ومستفيضة همت المشاركة السياسية للمرأة، والتي على أساسها تمت بلورة أرضية متوافقة مع صوت الشابات الاستقلاليات الطامحات إلى التفوق والعطاء. ومن شأن هذا الحضور المحترم للشابات في قيادة المنظمة، أن ينعكس بشكل إيجابي على مشاركتهن في العمل السياسي من داخل الشبيبة الاستقلالية وحزب الاستقلال، مما يعطي للشابة الاستقلالية الفرصة من أجل التغيير وإثبات وجودها ودورها الفاعل في المجتمع، في تجاوز للنظرة المغلوطة للمجتمع المغربي حول عدم ملاءمة العمل السياسي لطبيعة المرأة والشابة. اليوم الكل يجمع على أن منظمة الشبيبة الاستقلالية، وكما كانت دائما مصدر كل المبادرات، قدمت نموذجا متقدما وفريدا في تمثيلية الشابات داخل مؤسساتها، الشيء الذي سيساهم من دون شك في تطوير أداء المنظمة خصوصا فيما يتعلق بالقضايا التي تهم المرأة والشابة ومشاركتها السياسية، كما سيساهم في تشجيع الشابات المغربيات على الانخراط في المنظمة والحزب.