مازالت الحملات الموسعة التي تباشرها السلطات المحلية بسطات حول تحرير الملك العمومي متواصلة بل زادت حدتها في الآونة الأخيرة ،حيث همت عشية يوم : الخميس 15 يناير الجاري مرافق حيوية أمام ساحة محمد الخامس وسط المدينة ،إذ قام قائد الملحة الادارية الأولى رفقة طاقمه السلطوي والأجهزة الأمنية والقوات المساعدة في عملية نوعية جدا بتحرير الفضاءات المستغلة والمحتلة بشكل غير قانوني ، محررين بذلك مرفق الهلال الأحمر المغربي من قبضة المحتلين الجائرين ،الشيء الذي خلف ارتياحا وسط المواطنين. واذا كانت الحملات تعرف في بعض الأحيان مواجهات مع الباعة المتجولين وأصحاب المحلات التجارية الذين يعتبرونها مساس بقوتهم ورزقهم اليومي ،إلا أن السلطات المحلية تعتبر أن الأمر غير قانوني وظاهرة يجب محاربتها بالنظر للكم الهائل من الشكايات التي تتقاطر على مكاتبهم في هذا الشأن، وقد ظهر جليا أن السلطات المعنية قامت بواجبها في تحرير الملك العمومي ببعض المناطق الحساسة والنقط السوداء مع تنظيم السير والجولان وضمان مرور السيارات والشاحنات والدراجات النارية والعادية بالإضافة الى الراجلين الذين لم يجدوا بدا سوى المرور والسير وسط الطريق العام معرضين أنفسهم وحياتهم للخطر ،إلا أنهم تنفسوا الصعداء مع حملات السلطات المحلية المتواصلة ليلا نهارا. والغريب في الأمر أنه رغم قيام السلطات المعنية بواجبها لمحاربة هذه الظاهرة السلبية التي تؤدي في غالب الأحيان الى ملاسنات ومشادات كلامية بين ممثلي السلطات المحلية والمخالفين الى درجة السب والقذف ،فان هذه الظاهرة مازالت تستفحل بين الفينة والأخرى وبنماذج جديدة يتفنن أصحابها في احتلال الملك العام بالعديد من الأزقة والشوارع كخلق حدائق عشوائية وأسياج حديدية يصل امتدادها الى الأرصفة ،بالإضافة الى بعض التجار الذين تفتقت عبقريتهم ولم يكتفوا باكتساح المساحات أمام متاجرهم وغلق ممرات الراجلين ،بل قاموا باحتلال الطريق وخوصصتها مانعين بذلك المواطنين من ركن سياراتهم وشاحناتهم في أماكن خصصت لهذا الغرض بقوة القانون ،ومن هؤلاء من قام بوضع أنواع متعددة من المتاريس المانعة من مزهريات كبيرة ومتباعدة لاحتلال أطول مسافة ممكنة من الطريق ،أو وضع أحجار كبيرة الحجم أو متاريس حديدية أو خشبية ( شارع عبد الرحمان اسكيرج مثلا) في تحد سافر وخرق للقانون ،مما يتطلب تدخل الجهات المختصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الأمور إلى طبيعتها ضمانة لجمالية المدينة وحفاظا على رونقها ورحمة بأصحاب السيارات والشاحنات والراجلين.