وجدت دراسة مسحية تحليلية جديدة أن الاضطرابات النفسية هي حالة شائعة بين الأميركيين من الفئة العمرية (18-24) عاما، مع تماثل مستويات الإصابة بين طلاب الجامعات ونظرائهم من غير الطلاب. ورغم أن حوالي نصف أفراد هذه الفئة تنطبق عليهم معايير الإدمان واضطرابات الشخصية أو حالات اختلال الصحة العقلية الأخرى، خلال فترة سنة من المتابعة، فإن حوالي ربعهم فقط يطلب العلاج النفسي. وكانت السنوات الأخيرة قد شهدت حوادث إطلاق نار بالجامعات الأميركية، أودت بحياة عشرات الطلاب فضلا عن المئات من الجرحى، مما استدعى الاهتمام بالصحة العقلية للشباب في هذه المرحلة الحرجة من العمر. ويلفت الباحثون إلى أن سنوات الشباب الأولى بالنسبة للكثير من الأفراد تتميز بالسعي لمزيد من الفرص التعليمية، وآفاق العمل وتنمية العلاقات الشخصية، وربما الأبوة أو الأمومة. وبينما تتيح كل هذه الظروف فرصا للنمو، فإنها قد تستتبع أيضا إجهادا وتوترا يتسبب في ظهور أو معاودة الاضطرابات النفسية. وجد الباحثون أن حوالي نصف الشباب الأميركي من الفئة الوعمرية (18-24) عاما مسجلين في الكليات، على الأقل لجزء من الوقت. ولمقارنة صحة هؤلاء الشباب العقلية بمثيلتها لدى نظرائهم غير المسجلين بالكليات، قام الدكتور كارلوس بلانكو من معهد نيويورك للطب النفسي وجامعة كولومبيا، وزملاؤه بتحليل بيانات ومعطيات "المسح القومي الوبائي" حول إدمان الكحول والأمراض المتصلة به. شارك في هذا المسح من فئة (19-25) عاما 2188 شخص مسجل بالكليات و2904 أشخاص غير مسجلين بها، خلال السنة الماضية، وأجريت لهم مقابلات لتقييم ما لديهم من اضطرابات نفسية بين عامي 2001 و2002. وجدت الدراسة أن 45.8% من طلاب الكليات و47.7% من غير الطلاب تنطبق عليهم معايير الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية، على الأقل. وجدت الدراسة أن 45.8% من طلاب الكليات و47.7% من غير الطلاب تنطبق عليهم معايير الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية، على الأقل وكانت اضطرابات تعاطي الكحول هي الأكثر شيوعا بين طلاب الكليات (20.4 %)، ثم اضطرابات الشخصية (17.7%)، في حين كان الأكثر شيوعاً بين غير الطلاب هو اضطرابات الشخصية (21.6 %) ثم إدمان النيكوتين (20.7%). ووجد الباحثون أنه من غير المرجح تشخيص طلاب الكليات باستخدام المخدرات أو إدمان النيكوتين أو الاضطراب الثنائي القطبية، ومن غير المرجح كذلك استخدامهم للتبغ. لكن مخاطر إصابتهم باضطراب استخدام الكحول كانت أكبر بكثير. وكانت معدلات تلقي العلاج منخفضة بالنسبة لجميع الاضطرابات النفسية. وكان طلاب الكليات أقل طلباً للعلاج بشكل واضح بالنسبة لاضطرابات استخدام الكحول والمخدرات، مقارنة بالشباب غير المسجلين بالكليات. ويقول الباحثون إنه نظرا لاتساع نطاق اضطرابات استخدام الكحول بين طلاب الجامعات وانخفاض معدل العلاج بين طلاب الكليات، فإن بذل مزيد من الجهود لتنفيذ برامج الفحص الجماعي والتدخل في الجامعات والكليات له مبرراته. التقديم المركزي للخدمات الصحية الطلابية في الحرم الجامعي سيتيح مزايا هيكلية تساعد على تنفيذ تلك البرامج للفحص الجماعي والتدخل. وعلى وجه الإجمال خلص الباحثون إلى أن الاضطرابات النفسية واسعة الانتشار بين الراشدين الشباب، الذين يمرون بمرحلة من النمو، تتسم ببعض مظاهر الهشاشة. الغالبية العظمى من اضطرابات هذه الشريحة السكانية يمكن علاجها على نحو فعال وباستخدام مناهج نفسية اجتماعية وأخرى دوائية تستند إلى الأدلة. ويمكن للعلاج المبكر أن يحد من استمرار هذه الاضطرابات النفسية والاختلالات الوظيفية ذات الصلة بها، وفقدان الإنتاجية، وتكاليف الرعاية الصحية المتزايدة. ونظرا لأن هؤلاء الشباب يمثلون مستقبل الأمة، فإن من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة اكتشاف وعلاج الاضطرابات النفسية بين طلاب الكليات وبين نظرائهم من غير الطلاب.