طبعا، ما أقدمت عليه «شارلي إيبدو» يندرج مهنيا في التحريض على الكراهية، وهي جريمة منصوص عليها في جميع قوانين الصحافة الوضعية، ومرفوضة ومعاقب عليها في التجارب التي تعتمد على الأعراف والتقاليد. إنه تعدي على حرية الصحافة، وتتمثل هذه الإساءة في التوظيف المشبوه للحرية للإساءة إلى ما يجب أن تحميه هذه الحرية، من قيم التسامح والتعايش. إننا بقدر ما ندين العملية الإرهابية التي تعرضت لها «شارلي إيبدو» وأصدرنا كنقابة بيانا تضامنيا في حينه، ونظمنا وقفة تضامنية بالرباط، فإننا نستغرب حقيقة السر الكامن وراء إصرار هذه الصحيفة على الإساءة للإسلام؟ هل الأمر يتعلق بعقيدة لدى هيئة تحرير هذه الصحيفة تتأسس على المعاداة الفطرية للإسلام أو للدين بصفة عامة، أم أن الأمر يتعلق بدور ما تؤديه هذه الصحيفة، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد أسلوب من أساليب البحث عن الشهرة وتوسيع سوق اقتناء أعداد الصحيفة؟!. نحن في النقابة بقدر ما نرفض الإرهاب المادي الذي مورس على هذه الصحيفة فإننا أيضا نرفض رفضا قاطعا هذا الإرهاب الإعلامي والفكري الذي تمارسه «شارلي إيبدو».