اكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الثلاثاء ان الاسلام بريء من تهمة الارهاب الذي يهدد العالم فيما واصل اكثر من مليونين و500 الف حاج رمي الجمرات في اول ايام التشريق الثلاثة وثاني ايام عيد الاضحى. وقال العاهل السعودي خلال الحفل السنوي لكبار الشخصيات ورؤساء بعثات الحج «»اليوم نحن بحاجة الى حوار الأمة مع نفسها فالفرقة والجهل والغلو عقبات تهدد آمال المسلمين كما ان الإرهاب الذي يهدد العالم وينسب للمسلمين وحدهم سببه افعال المتطرفين الذين لا يمثلون غير انفسهم وان لبسوا ثوب الإسلام وهو منهم بريء»». واضاف «»وهذا ما يجعل حوار الأمة مع نفسها ضرورة لوحدة المواقف وتعزيز الاعتدال والوسطية وازالة اسباب النزاع والقضاء على التطرف»». وشدد في هذه المناسبة على اهمية الحوار بين الاديان مشيرا الى ان هدف المملكة من مشروع حوار الاسلام هو «»عزة الاسلام وخدمة الانسانية»». وكان العاهل السعودي وراء المبادرة التي افضت الى عقد مؤتمر حوار الديانات في نيويورك في منتصف نوفمبر. ودعا المؤتمر الى نشر ثقافة التسامح واحترام الثقافات والديانات المختلفة. وبدأ الحجاج نسك رمي الجمرات الاثنين برمي العقبة الكبرى في اول ايام عيد الاضحى قبل طواف الافاضة حيث شهد الحرم المكي طواف ثلاثين الف حاج في الساعة امتلات بهم مساحة لا تتجاوز 16 الف متر مربع قبل السعي بين الصفا والمروة وقص الشعر والتحلل من الاحرام. كما تواصل نحر الاضحية والهدي لليوم الثاني على التوالي حيث تم ذبح خمسة ملايين راس بكلفة خمسة مليارات ريال سعودي -نحو مليار و125 مليون دولار. واعلن قائد منطقة الجمرات العقيد الركن خالد القرار ان خطة رمي جمرة العقبة كانت ناجحة وان الحجاج استطاعوا الرمي في وقت قياسي وانسيابي ولم تسجل اي حالات تدافع. وقد ساهم مشروع جسر الجمرات الضخم بادواره الثلاثة كثيرا في منع حوادث التدافع الدامية التي كان يشهدها هذا النسك. وكان اخر هذه الحوادث سجل في يناير2006 , عندما قتل364 شخصا في عملية تدافع خلال رمي الجمرات فيما قتل 251 عام2004 و1426 شخصا عام1990 في الظروف نفسها. وبدأ يوم الثلاثاء في اول ايام التشريق الثلاثة رمي الجمرات الكبرى (العقبة) والوسطى والصغرى في منى وذلك تذكيرا برفض غواية الشيطان الذي كان حاول بلا جدوى اغواء النبي ابراهيم وابنه النبي اسماعيل وامه هاجر في هذه الاماكن. و تواصل الرمي يومي الاربعاء والخميس بالطريقة ذاتها لغير المتعجل ويمكن للمتعجل من الحجاج ان ينهي الرجم الاربعاء او ان يوكل غيره للرمي محله. ويمضي مئات الاف الحجاج ليالي ايام التشريق في منى وتجهد قوى الامن واجهزة الصحة والنظافة في تأمين نظافة مواقع مبيتهم المنتشرة حول منطقة رمي الجمرات. واعلنت مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات في بيان ان اجمالي عدد حجاج هذا العام بلغ مليونين و408 الاف و849 حاجا منهم مليون و729 الفا و841 الفا من الداخل اغلبهم من المقيمين في المملكة. الا ان العدد الاجمالي يمكن حسب التقديرات ان يزيد عن ثلاثة ملايين مع وجود الالاف من الحجاج المخالفين الذين امتلا بهم وادي منى الذي افترشوا شوارعه وارصفته وحتى الجبال المحيطة به. و اكد اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية في مؤتمر صحافي مساء الاثنين ردا على سؤال بشأن حصر عدد الحجاج المخالفين الذين تم منعهم من دخول المشاعر المقدسة ان التركيز كان على السيارات التي تنقل هؤلاء الحجاج. ونشرت السلطات هذا العام ما لا يقل عن ما ئة الف من رجال الامن لضمان حسن سير موسم الحج تؤازرهم للمرة الاولى طائرات مروحية حديثة من طراز «»اس92 «» مجهزة باحدث التقنيات والمعدات ومنها انظمة الرؤية الليلية.