على بعد مسافة من وصولي إلى مقر الجريدة، تراءى إلي جمع من الناس.. لغط وهرج ومرج والبعض يستنكر ويردد «اللهم إن هذا منكر» ووسط الجوقة امرأة ممددة تبكي وتلعق جروحها والدم يسيل من كل نواحي جسمها... ورجل يرغي ويزبد «ما شي شغلكم أسيدي راها مراتي» تفرق الناس وراح كل واحد لوجهته واستفرد الجلاد بالضحية الى أن هدد أحدهم بطلب البوليس... الذي ربما يلبي طلب النجدة لأن شرطه للحضور متوفر وهو وجود الدم.. اليست الشرطة المغربية من تقول «لما كان الدم ما نجيوش». غادرت المكان، تنهشني الخيبة والمرارة من عدم قدرتي على مساعدة هذه المرأة.. وفي نفس الوقت تتقاذفني الأفكار وألتمس الجواب في معلوماتي القانونية وفي منطوق قانون الأسرة بالضبط.. اليست المادة الأولى من قانون الأسرة تفيد أن الزواج.. هو ميثاق ترابط وتماسك ومودة ورحمة؟، أين ذلك من هذا المشهد الصباحي المقرف؟. سبحان الله كيف انقلب هذا العقد من عقد لتكوين أسرة مستقرة متحابة الى رخصة تبرر عنف زوج وتعفيه من العقاب ولا حتى التنديد من طرف المارة.. من نحاسب؟ وعلى من نلقي باللائمة؟ هل على المجتمع.. وهذه المرأة وأمثالها كثير هن ضحاياه ؟ هو المجتمع الذي لم يواكب التحولات العميقة والمستجدة أم قصور قانون تتداخل فصوله وتصبح متاهة تضيع الحقوق بين ثناياها؟!،، لسنا هنا بصدد طرح الحلول والإجابات العقيمة على السؤال.. لكن من حقنا أن نسائل السيدة الوزيرة «البسيمة» أليست هي المسؤولة عن القطاع.. والقيمة على شأن النساء في هذا الوطن.. أين قانون العنف؟. أين استراتيجية العنف ضد النساء..أين تنزيل الفصل 19 من الدستور؟. لو كانت كل هذه القوانين فعلت لاختفى نوع ما مثل هذا المنظر الصباحي من أرجاء وطننا! وكثير منه تطالعنا به كل صباح صفحات الجرائد.. والمواقع الإلكترونية عبر صور نساء مذبوحات أو مشوهات بيد رجال أغلبهم أزواج.! غريب أيتها الوزيرة. كيف تصرخين بأعلى صوتك وتحتجين.. بل كيف لك أن تكوني «بسيمة» وسط كل هذه الفظاعات!؟.