أعلن حزب "نداء تونس" عن فوز مرشحه الباجي قائد السبسي، في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التونسية، واحتفل أنصار الحزب في الشوارع العامة، إلا أن رئيس الحملة الانتخابية لمنافسه، الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، قال إنه لا أساس لهذه الأنباء من الصحة. نسبة المشاركة وقد بينت إحصاءات أن نسبة مشاركة التونسيين في الانتخابات بلغت نحو 60 في المائة من الكتلة الانتخابية المسجلة في اللوائح والمقدر عددها بأزيد من 5 ملايين تونسي. حيث أعلن محسن مرزوق مدير الحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي، أن رئيس حركة نداء تونس يتقدم على منافسه بشكل كبير في الدور الثاني من انتخابات الرئاسة، وذلك في مؤتمر صحفي عقب إغلاق مكاتب الاقتراع. وشدد مرزوق على أن حملة السبسي، تحصلت على معلومات تدل على حسم الدور الثاني من الاستحقاق الانتخابي لفائدة السبسي، وحث خلال مؤتمر صحفي المنافس على قبول نتائج الانتخابات. وقال "سنقبل الفوز بتواضع. سنمد أيدينا للعمل مع الجميع"، لافتا إلى أن "الفارق كان واضحا لكن مثل كل الديمقراطيات نطلب من الجميع القبول بالنتائج". ويأتي هذا التصريح متماشيا مع توقعات كثيرة سبقت يوم الاقتراع، فضلا عن استطلاع رأي الناخبين بعد أداء واجبهم الانتخابي. بينما اعتبر عدنان منصر، مدير حملة المرزوقي أن إعلان فوز قائد السبسي لا أساس له، وأن النتائج متقاربة جدا، وأنه لا يمكن الجزم بفوز هذا المرشح أو ذاك. وقال منصر إنه يحذر من نشر إحصائيات هدفها التأثير على النتائج النهائية، مشيراً إلى أن الهيئة المستقلة للانتخابات هي المخول لها الإعلان عن النتائج. تخوفات .. ويتخوف متابعون من أن يرفض المرزوقي الاعتراف بفوز منافسه رغم أن مؤشرات كثيرة كانت تؤكد أن الرئيس المنتهية ولايته لن ينجح، وأهمها خوف الناخبين من خطابه الذي يحث على الصراع بين الجهات، واستقطابه المتشددين، وبينها كذلك تخلي حركة النهضة عنه في الأمتار الأخيرة. في قراءته، قال المحلل السياسي منذر ثابت إن التصويت قد يكون عقابية من طرف المعادين للإخوان وللمرزوقي من الذين لم يرون أي شيء تحقق على الأرض بعد الثورة، مضيفا أن هناك حالة ملل أصابت التونسيين، من جراء إطالة الفترة الانتقالية التي استمرت أربع سنوات، وأن ذلك خلف توتراً ممزوجاً بالحيرة لدى التونسيين، ما قد يؤثر في نسبة الإقبال على الاقتراع. اتهامات.. وكان الباجي قائد السبسي زعيم حركة "نداء تونس"، حاز على المركز الأول في الدور الأول من الانتخابات بنسبة 39.46 في المائة، أما الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي فقد حصل على نسبة 33.43 في المائة في الدور الأول. وقد شهدت الحملة الانتخابية منافسة شديدة بين المرشحين، فقد ركز المرزوقي على تقديم نفسه على أنه مرشح استكمل المسار الثوري، واتهم منافسه بأنه ينتمي إلى النظام القديم، وهو يمثل تيار "الثورة المضادة". واتهم السبسي منافسه بأنه مرشح الإسلاميين، وانتقد فترة حكمه الانتقالي للبلاد، مشيراً إلى أن حصيلة هذا الحكم سجلت فشلاً على جميع الصعد وبخاصة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية. وكانت هناك مخاوف كبيرة من حصول عمليات إرهابية خلال الاقتراع على انتخاب رئيس الجمهورية، وبخاصة بعد إعلان قوات الأمن التونسية عن إحباط محاولة اغتيال السبسي، وإعلان وزارة الدفاع التونسية اليوم عن مقتل مسلح وإيقاف ثلاثة أشخاص حاولوا مهاجمة عسكريين يحرسون مركز اقتراع. نهاية المرحلة الانتقالية نكذا تنهي تونس المرحلة الانتقالية التي عاشتها وامتدت أربع سنوات منذ احتجاجات 2011، وذلك بانتخاب رئيس جديد في ظل رهان التونسيين على إنهاء مخلفات تلك المرحلة من إرهاب وفوضى، ما جعل فئات مجتمعية مختلفة تختار السبسي مرشح حركة نداء تونس والقوى المدنية. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن تجاوزات حدثت في بعض مراكز الاقتراع من أنصار المرزوقي الذين استمروا بالحملات الانتخابية، ومارسوا ضغوطا على الناخبين. وقالت السفيرة أودري غلوفر، رئيسة وفد مراقبي مركز كارتر الحقوقي، إن ملاحظي البعثة ال65 سجلوا مخالفات "بسيطة" في بعض المراكز، كما لم يسجلوا أي أحداث عنف. لكن مراقبين محليين قالوا إن الهيئة المراقبة للانتخابات منعت ملاحظين تونسيين من المراقبة في بعض مراكز الاقتراع، وأنها لم تتشدد مع المراقبين الأجانب.