احتضنت قاعة العروض بالخزانة البلدية بسطات زوال يوم :الخميس 04 دجنبر الجاري لقاء تواصليا تحسيسيا نظمته غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشاوية ورديغة بتعاون مع جمعية آفاق وتنمية للنجارة بسطات حول حرفة النجارة وآفاق النهوض بها وبممارسيها لكي تلعب دورها الرئيسي في التنمية المحلية ،خصوصا أن هذه الحرفة قد عرفت في الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا بفعل التوسع العمراني للمدينة وتزايد حاجيات السكان من منتوجاتها وانتشرت محلات النجارين في كل أنحائها ،الشيء الذي جعلها تساهم في إنقاد الشباب حاملي شهادات التكوين المهني من البطالة وبالتالي الاندماج في الحياة العملية. وقد ترأس هذا اللقاء فاروق المدني رئيس الغرفة وحضره مجموعة من ممثلي الادارات المحلية ومجموعة من الحرفيين النجارين وممثلو بعض المنابر الاعلامية المحلية والوطنية ،إذ سلط الضوء على هذه الحرفة والدور الذي تلعبه اقتصاديا واجتماعيا مبرزا أن جدية النجارين وتفانيهم في عملهم وقدرتهم على مسايرة مختلف تجليات العصور كانت هي الضامن الوحيد لاستمراريتها وتنافسيتها مهيبا بجميع الحرفيين الى التعاون والتكامل بغية الوصول الى الهدف وهو المصلحة العامة للحرفة وللعاملين بها حتى تلعب دوراها التنموي المنشود. ومن جهته استعرض رئيس الجمعية الاطار العام الذي تأسست فيه الجمعية والأهداف التي تسعى الى تحقيقها خدمة لقطاع النجارة وممارسيها ،مؤكدا على أنها تساهم في التعبئة وبث روح التعاون والتضامن والتسامح وقيم المواطنة والسلوك المدني لدى الحرفيين وخاصة الشباب ،مردفا أن الجمعية ستسعى جاهدة من أجل الانفتاح على العالم الخارجي لتبادل الخبرات والزيارات مع الجمعيات والهيئات الوطنية والدولية ،كما أنها ستعمل على تحسين وضعية المنخرطين والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم المعنوية والمادية المشروعة . هذا وتخللت فقرات هذا اللقاء مجموعة من العروض التي ارتكزت على الخدمات المتوفرة للنجارين بغية دعمهم ومساعدتهم على النهوض بأوضاعهم المهنية الاقتصادية والاجتماعية . لتبقى هذه الحرفة التي مازالت تعاني من بعض الاشكاليات التي تحول دون أداء مهمتها ودورها التنموي من قبيل محدودية نظام التكوين وعدم ربطه بمفهوم الابتكار والتجديد وغياب الهيكلة وتشتت الحرفيين النجارين ومحدودية الأسواق وضعف القدرة الشرائية للزبائن المحليين ،بالإضافة الى غياب التأمين والتغطية الصحية، (تبقى) مجالا خصبا وتراثا انسانيا متجدد عبر التاريخ بفضل بعض الحرفيين والصناع القدامى المتشبعين بالطابع التقليدي لنجارة الخشب الذين أعادوا اليها بريقها ولمعانها ووجدوا في الرجوع الى الأصل حلا لإعطاء حرفتهم شأنا عظيما رغم توجه أغلبية المستهلكين الى نجارة الألومنيوم.