يبدو أن سلطة المؤخرات وما تفعله في البشر ليست وليدة زمن حديث مع سيادة ثقافة السموات المفتوحة وتزايد نفوذ وسائل التواصل الاجتماعي العابرة للقارات والضاربة في عمق أدق الخصوصيات، فسلطة المؤخرات تذكرني بقولة دريد لحام في المسرحية القومية الشهيرة «كأسك يا وطن» لما تعذر عليه آنذاك إجراء معاملة رسمية بإحدى الإدارات بسبب سلطة «البوليس» ،فعاد بخفي حنين يجر ذيول الخيبة لتتلقفه زوجته ويجيبها خائبا: «لم أتفوق يا عيشة.. لأنه ليست لي خلفية سهير رمزي».. ،وما أدراك ما سهير رمزي في ذلك الزمن قبل أن يعيث الدهر خرابا في الجسد النافر الذي كان يسيل لعاب أعثى الرجال ولا يوقف استيهاماتهم عند حد.. ومع سهير رمزي، وهند رستم والأسطورة مارلين مونرو وغيرهن من النساء اللواتي أدارت مؤخراتهن النافرة والأرداف الممتلئة، دفة الحكم وقلبت كراسي ومنابر السياسة. وهندسة المؤخرة والأرداف كانت أقوى مواضيع الفنانين، كتاب ورسامون ونحاتون الذين أجادوا في رسم التضاريس وتشعباتها وتكويراتها.. وأكثرها دخل من أوسع بوابات التاريخ والمتاحف. فكما يعتقد العلماء فإن الرجال يميلون بحكم طبيعتهم للانجذاب للخصر المشدود والأوراك الممتلئة والمؤخرة النافرة منذ نحتوا بأيديهم تماثيل «فينوس» بمؤخرتها المستديرة وخصرها الرشيق، وليت الأمر وقف عند حد الإثارة والجمال بل زادوا أن الخصر الرشيق والمؤخرة الدائرية والمكورة والممتلئة تدل على الخصوبة العالية للمرأة، بل إن علماء الأنتروبولوجيا ذهبوا إلى ربط نسبة ذكاء الأبناء بتفاصيل الخصر والوركين لدى الأم وبينوا أن ارتفاع نسبة الدهون حول الوركين والفخدين عند الأم تدل على مستويات أعلى من أحماض أوميكا 3 الدهنية الضرورية لنمو المخ لدى الجنين أثناة فترة الحمل... ليصبح تميز إنجاب الأذكياء علاوة على الجمال وإثارة الغرائز حسنة أخرى تنضاف لرصيد المؤخرات النافرة.. لكنها عند كيم كاردشيان فالمؤخرة ثروة قومية لاتدير فقط أعناق الرجال «البصاصين» ولكنها تحجب الضوء عن أهم أحداث العالم. لكن حين تتعزز سلطة المؤخرة بالجمال والجرأة والتحدي لك أن تتوقع أغرب الظواهر والوقائع، فصور مؤخرة كيم كارديشيان المنشورة على مجلة «بيبر» ضاعفت رقم معجبيها والمهووسين الذين يتابعون تفاصيل جسدها .. وتحجب الأضواء على قمة بكين بين أوباما وبوتين.. وتتقدم المؤخرة المكورة التي أمنتها عليها كيم كاردشيان بأزيد من 5 مليون دولار على قمة الأقوياء بعد أن حصلت الصورة على 174 االف إعجاب والمؤتمر لم يشاهده أحد.